[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحســــون[/COLOR][/ALIGN]

•• مع بدايات الإعلان عن دخول هذا الشهر الكريم أو قرب العيد يتبادل الناس التهانئ في رغبة أكيدة للتعبير الصادق عمَّا يحمله كل واحد من مشاعر فياضة تجاه الآخرين، وتختلف هذه الوسائل من محادثات هاتفية أو رسائل عبر الجوال أو برقيات، وفي النادر زيارة شخصية حيث كانت هذه الزيارات من أركان العلاقات الأسرية التي يحرص عليها، فكنت ترى أفراد تلك الأسرة يتزاورون مع بداية النصف من شعبان لتبادل المعايدة وتفقد بعضهم البعض، وكانت هذه العادة طوال السنة مع قرب كل مناسبة دينية أو اجتماعية.. الآن مع الأسف فقدت هذه العادة في \”اختلاف\” بعضهم لبعض أقصد بكلمة الاختلاف \”المزاورة\” التي كانت تمثل \”الرحمة\” بين الناس \”فاختلافهم رحمة\” بهذا المعنى \”اختلاف أمتي رحمة\” أي \”المزاورة\” فيما بينهم وليس الاختلاف في الفكر أو في الرأي فذلك مآله الشقاق والتنافر والعداء على أن من المضحكات أن بعض هذه البرقيات ترسل باسم \”الأموات\” تهنئهم بالشهر الفضيل كما حدث لأحدهم عندما تلقى برقية باسم زميل قد توفاه الله منذ سنوات، وإذا بهذه البرقية ترسل باسمه وكأنه على قيد الحياة، لقد تحولت بعض التهانئ إلى عادة وليس بحرص مطلوب مع الأسف. إن كثيراً من جوانب الحياة فقدت معناها الإنساني الجميل فتحولت إلى ما يشبه الورد البلاستيك الذي لا يحمل روحاً ولا حياة. فتجمد المشاعر الإنسانية أصبح هو العام الذي يتغلغل في داخل النفوس، فهل من المعقول أن يبعث ابن لأبيه تهنئته بالشهر الكريم عبر رسالة جوال؟ هل هذا معقول؟!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *