يموت المعلم وتحيا البيروقراطية

• صالح المعيض

صالح المعيض

في الأسبوع الأول من تولي سمو معالي وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير : فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود نشرت مقالة مطولة عن الآمال والطموحات وكان هو المقال (115) الذي اتناول فيه الهم التربوي طيلة ثلاثة عقود وبعدها بشهر تقريبا تطرقت لمأساة المعلم محمد المواطن السعودي صاحب الهوية ( 800121582 ) حيث لم تشفع له يومها اربع سنين عجاف عانى منها صحيا ما ادخله العناية المركزة عدة مرات ونوم بالمستشفيات أكثر من (21 ) تشهد بذلك كل من مستشفيات ( الليث ـ الملك فهد بجدة ـ النور بمكة ـ بخش والمستقبل وغسان فرعون والألماني بجدة ) وكلها شهدت غرفة مابين عناية مركزة وعادية دخول المعلم محمد واستنزفت فكره معنويا ودخله ماديا وللأسف لازال على قائمة الانتظار وكأن المعلم خارج دائرة الاهتمام وتحقيق أبسط حقوق الكرامة الآدمية . كل مرة يكمل طلبات النقل حسب الظروف الخاصة عدة مرات بتوصيات مشددة من قبل مستشفى الليث العام بعدم استطاعة المستشفى تقديم أي خدمة علاجية له لعدم إمكانية المستشفى وتوصيات عدة من جهات حكومية بان عليه مراجعة مستشفى الملك فهد بجدة وذلك بصفة منتظمة وتوصية إدارية ثاقبة من تعليم الليث ولكن كل ذلك ضرب به عرض الحائط لعدم وجود واسطة تقدم بطلبات حسب لوائح النقل العام طيلة هذه السنوات ولكن أيضا دون جدوى لأنه لا واسطة علما بأنه تقدم لمقام الديوان الملكي الذي اوصى بنقله لكن ايضا الأمر تحت مجهر الواسطة.
ولا أدل على ذلك من أن الوزارة اضطرت قبل فترة من ان تحذر المعلمين من تصديق سماسرة النقل . فرح المعلم محمد كثيرا بقدوم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم ونوابه الأفاضل وما واكب ذلك من إعلان الشفافية وتحديد مائة يوم ليكون الكل على بصيرة ولكن للأسف أعقب المائة يوم عامان تقريبا و لم يلح في الأفق ما يبشر فعلا بأننا نعيش الشفافية بعينها ولا ادري ماحل اليوم بالمعلم حيث نجدنا نشفق كثيرا على المعلم ذلك المعلم الذي بقي وهجا ينير للآخرين مسالك الحياة و نهراً دافقاً من الحنان يروى العطاشى الى أن يرتووا من بحور العلم ونعتقد في قرارة أنفسنا أن المعلم لم يصل الى ذلك ألابعد استيعابه لأعباء ومهام تلك الرسالة وتنازل برضى وقناعة عن أشياء كثيرة من خصوصياته ليصل الى المكان الاسمى الذي ترى أنه ألاكثر ملاءمة لرسالته الخالدة هذه الصورة الجميلة اصبحنا نفتقدها لعدة أسباب نحمل تباعاتها بدون مبالغة ( وزارة التربية والتعليم ) إذا يظهر أنها آخر من يقدر قيمة ( المعلم ) لذلك استصغروه من خلال تكبيله بالعديد من القرارات التي تصدر عن بعد لأنه وكما اشرت في مقالات عدة لعل منها مقالة ( من يعبث بملفات المعلمين ) و ( يموت المعلم تحيا الوزارة ) حيث يظهر ان هنالك انفصالاً بين المدرسة والوزارة الكل يشكو منه.
فالمعلم الذي هو اولوية مطلقة ضمن مربع ( المعلم والمدرسة والطالب والمنهج ) لازال خارج اهتمام الوزارة إلا من خلال الوهج الإعلامي والاحتفالات التي لايتجاوز مدلولها أسوار مكان إقامتها فالمعلم تتجاهله الوزارة وكأنه مجرد موظف يجب ان يتلقى الأوامر دون استذكار رسالته وأهميتها ، خدمات طبية غير متوفرة وعدم اكتراث بإنسانيته إلى درجة أنه قد يموت والوزارة تتفرج والشواهد أكثر من ان تحصى والمقام لايفي بسردها وقضية اليوم التي استفتحت بها مقالي هذا خير شاهد ولنا معها حديث آخر مفصل بالقرائن الداعمة قريبا بإذن الله إذا بقي صاحبنا على قيد الحياة ولم يذهب ضحية الإهمال وعدم وجود الواسطة التي تذكرنا بالفترة الغابرة حينما كان سعيد الحظ من يرابط عند باب الوزير بأمه او ابيه لكي يحظى بشرف النقل الذي هو من ابسط حقوق المعلم سيما إذا كان هنالك ظروف خاصة وما محمد الا واحد من عدة آلاف ومن المؤسف أن تكون الشفافية مفقودة خصوصا فيما يخص المعلمين ويبقى مكتب سمو الوزير هو الملاذ الأكثر أمناً وكم نتمنى أن يكون الأكثر إنصافاً فقد وعدنا ببشائر نتمنى وقد مضت مدة كفيلة بأن نلمس لها بصمات تذكر فتشكر لسموه المشهود له بالعدل والإنصاف وهما اساس نجاح أي مرفق هذا وبالله التوفيق.
جدة ـ ص ب ــ 8894 ـ فاكس 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *