مصطفى محمد كتوعة

عندما يكون الإنسان المؤمن قريباً من الله عز وجل فأنه عيش في حماية وكنف بارئ الأرض والسموات.. لا يخشى شيئاً ولا يستطيع كائناً من كان أن يروعه.. إنه شعور رائع وجميل أن تكون في معية الله وحمايته ومن كان له قلب وعقل يجب أن لا يفرط في هذه المعية أو القرب من الإله الواحد الأحد العظيم.
وظلت مسألة التقرب اإلى الله عز وجل تشغل بال الناس بمختلف معتقداتهم ودياناتهم منذ بداية الخلق.. عندما نزل كتاب الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وضح تماماً أن الخالق العظيم لا ينظر إلى هيئة الإنسان أو صورته، بل ينظر إلى الأعمال ومن قبلها القلوب حث يقول المولى في كتابه الحكيم: \”يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم\”.. وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحقيقة بقوله: \”إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم\”.
وقال الحكماء إن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحي الأرض بالمطر، فالإنسان يحيي قلبه بنور الله وذكره وبعلمه، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: \”يارسول الله أي جلساتنا خير، فقال عليه الصلاة والسلام من ذكركم بالله \”رؤيته\” وزاد في علمكم \”منطقه\” وذكركم بالآخر \”عمله\”.
ومما سبق نود التأكيد على أن المسلم المؤمن يكون في أعلى الدرجات عند ربه عندما يكون قريباً منه دائم الذكر والاستغفار، مقيم الصلاة ومؤدي الزكاة.. عندها يشعر الإنسان بطمأنينة في قلبه وتسمو وعقله ووجدانه فوق مشاغل ومتاهات الدنيا وما فيها.. وعندما يقترب المؤمن من ربه بقلبه وعقله ويثبت إيمانه بالله وحبه لمولاه يجد نفسه قوياً شديداً على مصاعف الحياة.. صلباً في احقاق الحق ومواجهة الباطل.. ينصر الضعيف ويعطف على المسكين بقوة ايمانه بالله التي تمنحه حسن البصيرة وجود البصر والبحث عن كل عمل وسلوك وتصرف يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
إن المؤمن الحق هو الذي يملأ قلبه بحب الله وهو الذي يشعر دائماً بالظمأ والشوق إلى التقرب من الله بالأعمال الصالحة والصلاة والزكاة وذكر الله في آناء الليل وأطراف النهار وعند ذكره سبحانه وتعالى يشعر الإنسان بحلاوة تفوق حلاوة العمل والماء العذب عند عطشان في يوم من أيام الصيف الحارة.
إن ثمرة معرفة الله التقرب إليه، وأن التقرب إلى الله له وسائل يملكها الإنسان، من أبرزها طاعة الله عز وجل، وهذه الطاعة ينبغي أن تكون على جناحي الرجاء والخوف، والوسيلة الثانية الفعالة والمهمة والخطيرة في التقرب إلى الله عز وجل هي طلب العلم، والعلم بالله والعلم بأمرهن عن ابن عباس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:إذا مررتم برياص الجنة فارتعوا فقال أصحابه الكرام: يارسول الله وما رياض الجنة؟ قال: \”مجالس العلم\” فمجالس العلم سماها النبي صلى الله عليه وسلم \”رياض الجنة\”.
إن ذكر الله نعمة كبرى ومنحة عظيمة به تستجلب النعم وبمثله تستدفع النقم وهو قوت القلوب وقرة العيون وسرور النفوس وروح الحياة وحياة الأرواح، ما أشد حاجة العباد إليه وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال، ولما كان ذكر الله بهذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية فأجدر بالمسلم أن يتعرف على فضله وفوائده.
وعن انس ابن مالك رضي الله عنه قال: \”سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: \”قال الله تعالى يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم أنك لو اتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لاتيتك بقرابها مغفرة\”.
وقال صلى الله عليه وسلم، سيد الاستغفار أن تقول: \”اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت\”.. وقال\” : \”من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل ان يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة\” (رواه البخاري).
وقال صلى الله عليه وسلم: \”يا أيها الناس استغفروا ربكم وتوبوا إليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مئة مرة أو أكثر من مئة مرة\” (حديث صحيح) اللهم أجعلنا في قربك وكنفك ورعايتك.

للتواصل/ 6930974

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *