يمدهم في طغيانهم
عدنان بن عبدالله صالح فقيها
*بعض الناس من الذين تاهوا في الدنيا وأكسبتهم البصر بلا بصيرة وشغلتهم بمطامعها وزخرفها وبهارجها ومالها حتى اضمحل فيهم الشعور والحس الإنساني وقست قلوبهم وغاب ضميرهم في اغفاءة طويلة الأجل لم يستيقظوا منها وقد تساوى لديهم الضد ولم يعودوا يهتمون بكون مايقومون به حلالا أم حراما انسانياً أو وحشياً وقد دخلوا في سباق للحصول على المال بأية طريقة مشروعة كانت سرقة أم اختلاساً أم أكل حقوق الآخرين .
وبالرغم مما يواجهه بعضهم من انذارات ربانية كالمرض والحوادث لكي يتعظوا ويستيقظوا ويعودا إلى الله بإصلاح ماأفسدوه وردّ مانهبوه من غير حق سلبوه فيتوبوا إلى الله ويستغفروه ومع ان الكل معرض لمثل ذلك حيث يلجأ الجميع إلى الله طالبين الرحمة والغفران ولهم في ذلك عظة وستكون الفرحة كبيرة بهداية الضال وعودته إلى طريق الحق والخير ورده أموال وحقوق الآخرين واكتفاء المجتمع لشره.
ولكن هؤلاء لايتعظون وقد امتلأت بطونهم بالحرام فلم يعودوا يفكرون وكأنهم فرحون بما يفعلون ولإيذاء الآخرين مصممون ..والأمثلة كثيرة وفي أحدهم عظة للجميع إلاّ شخصه ورغم ماتعرض له من مواقف وضعه الله فيها في حجمه الحقيقي بلا معين إلاّ رحمة رب العالمين وأنجاه من حوادث كثيرة ليتعظ ويعود إلى رشده ويعيد للآخرين حقوقهم وساعتها يكون في غاية الذل والمسكنة ويعد من حوله من شلة المنتفعين بأنه إذا شفاه الله سوف يحسن من أعماله ولن يفعل إلاّ خيراً حتى إذا عادت إليه صحته انتفض مزمجرا ولكل خير منكر ونسي أن رب العالمين [ يمهل ولا يهمل ] يا أمان الخائفين ..
قال لي محدثي نحن شعوب لاتقرأ وخاصة في عصر الكمبيوتر والإنترنت والقنوات الفضائية وأنّ كل الصحف والمجلات لايقرأ منها إلاّ العناوين العريضة وهناك البعض الذين يقرأون ولكنهم قلة لاتذكر حتى الذين يكتبون لايقرأون إلاّ ماكتبوا ولا يلتفتون إلى ماكتب غيرهم …فقلت إنني متفائل وأعتقد أننا من الشعوب التي تقرأ ولاأدل على ذلك من وجود معارض الكتاب والمكتبات المختلفة والإصدارات المتنوعة وغيرها كثير … ومثال يخصني على مستوى شخصي فقد اتصل بي العديد من زملاء الدراسة وأصدقاء وجيران الماضي الذين انقطع الاتصال بهم لانشغالنا جميعا،وكان لهم الفضل يالاتصال وهذا دليل على أننا نقرأ ..فضحك صديقي وقال ربما أنهم يتفرجون على الصور فأنهيت حديثي وقد خفت أن يكون في كلامه الكثير من الحقيقة.
مكة المكرمة جوال /0500093700
التصنيف:
