[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شمس الدين درمش[/COLOR][/ALIGN]

ما رأيته صباحاً شككني في المقولة الشائعة \” العرب لا يقرأون\” ، فقد دهشت لرؤية أحد الاشخاص يسوق سيارته وهو يقرأ من أوراق في يده يتردد نظره بينها وبين الطريق:
لقد سمعنا كثيراً ما يقال عن القراءة لدى بعض الشعوب المتقدمة علمياً في هذا العصر أنهم يستغلون وقت الانتظار في موقف الحافلة ، أو في صالة المطار، أو زمن الرحلة داخل الطائرة أو القطار، فيخرجون كتاباً صغيراً ليجنوا فائدة إضافية من رحلتهم.
وقد يلفت انتباهنا شخص يقرأ صحيفة أو ينظر في ورقة في الزمن القصير الذي ينتظره داخل سيارته أمام الاشارة الحمراء ، أما أن يقرأ الشخص وهو يسوق سيارته في الشارع سواء أكان في وقت الذروة في الصباح أم في الاوقات التي تهدأ فيها حركة السير قليلاً فإن ذلك من الحرص الذي نهي عنه الشاعر العربي القديم طرفة بن العبد من دون أن يخطر في باله مثل صاحبنا هذا، يقول طرفة : \” ولاتحرصن فرب امرئ حريص مضاع على حرصه\”
ولا أرى أن طرفة داعية اهمال،ولكن المبالغة في كل أمر والخروج به عن حد الاعتدال يؤدي الى عكس المقصود ،حتى في العبادة التي خلق الانس والجن لأجلها، فقد جاء أمر الشرع الحكيم بالاعتدال فيه، ونهى عن الغلو والتشدد.
فإذا قيل قديما: ومن الحب ما قتل! فإني أقول : ومن الحرص ماقتل، أو ضيّع على رأي طرفة. إن مثل هذا التصرف قد يجد مبرراً لدى طالب يتوجه الى الامتحان صباحا يمرر عينيه على عناوين رئيسة في المادة التي سيختبر فيها، أقول قد يجد مبرراً لديه، وليس لديّ، لأن الخطأ في مثل هذه الحالة يتسبب في حرمانه من الاختبار كله ان لم يتسبب حرمانه من الحياة كلها! فأي استهتار شخص يسوق سيارته داخل المدينة وهو يقرأ!!.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *