[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد عسيري[/COLOR][/ALIGN]

العداء الشخصي واستغلال العمود الصحفي لتصفية الحسابات أمر مقيت بلا شك ، وبالأخص عندما يصبح الحديث مبهماً لا يستند إلى حقائق دامغة تصل بالقارئ المتلقي للفكرة المراد طرحها .
الكتابة تحت سطوة الانفعال تؤدي في النهاية لتشويه القيم التي من أجلها سخر الكاتب فكرته ليخرج لنا بمادة تثري وتفيد لا تهدم وتخدش ، ولو أردنا استخدام الرمزية والسرد العام لتهنا قبل منتصف الطريق ولذهب الهدف من المقال أدراج الرياح ، دعوني أتحدث عن مصطلح ( الصحيفة الميتة ) التي ظهرت كإسقاط جائر على صحيفة لها الريادة في المضي بالصحافة السعودية للواجهة المشرقة التي وصلت إليه .. ولو استعرضنا الكُتاب والصحفيين أصحاب القامات الشامخة لوجدناهم من مدرسة الصحيفة الميتة ، وحتى النهج التي تسير عليه أغلب الصحف الحية نهج مقتبس من تاريخ الصحيفة الميتة التي يعيرني بها أحدهم كلما جمعنا الحوار .
الأحياء ما هم إلا أبناء أموات ، والحياة طريق نهايته الموت ، والأوراق قد تخلط ، وتموت الصحيفة الحية وتشيخ أقلامها وتسقط ، وتعود للحياة – بجهد الرجال – تلك الميتة التي لم ترق للبعض .. فسبحان الذي يخرج الحي من الميت ، قد يتساءل الكثير عن سبب هذا التوقيت الذي اخترته لنبش الموضوع كحفار القبور الباحث عن أحياء وسط الركام .. فلهم أقول حاولت ألا أقع في لحظة الانفعال التي أخشى من سطوتها وخوفي أكبر من ندم لا ينفع يسكنني الدهر كله ، وقفت مع نفسي وحركت كل ( البيادق ) يميناً وشمالاً وتعلمت أن كبح النفس هو الحل المثالي لمجابهة طريق الندامة .. ففضلت السكوت لعل النفوس تسكن ويعود إلى صوابه من وجد نفسه بين عشية وضحاها كاتبا في صحيفة حية دعواتنا له ولها بطول البقاء .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *