يا معالي وزير التعليم العالي.. ارحم هؤلاء

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]هناء حجازي [/COLOR][/ALIGN]

أشد موقف يشعر الإنسان فيه بالعجز والقهر حين يقف حائرا عاجزا أمام ابنه،
حين يشعر بأنه لا يستطيع أن يدافع عنه أو لا يملك أن يقدم له الأفضل لأن هناك عوامل أخرى تمنعه من تقديم هذا الأفضل..
كلنا يعرف مدى تدني الخدمات المقدمة عندنا لذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة الذين يعانون من إعاقات شديدة،
عدم وجود معاهد تقدم المساعدة لذوي الإعاقات الشديدة دفع الأهالي للبحث في كل مكان،
وحين وجد بعضهم مدارس خاصة تقدم العناية الشاملة لأبنائهم في الأردن وضعوا أبناءهم هناك، مع ما في ذلك من عناء ومشقة،
لكن بما أن البديل غير متوفر لدينا، فليس هناك بد مما لابد منه،
وقامت بعد ذلك وزارة التعليم العالي مشكورة بوضع هذه الفئة تحت رعايتها وعدّتهم مسئولين منها ودفعت تكاليف انضمامهم كمبتعثين تحت جناحها، وهو معروف لا ينكره الآباء ولا يقللون من شأنه، خاصة حين قصرت الوزارات التي من المفترض أن تكون معنية بهذه الفئة عن توفير المدارس القادرة على العناية بأبنائهم في وطنهم.
ووزارة التعليم العالي تقوم أيضا مشكورة بمتابعة هؤلاء الأبناء،
وقد ذكر لها أن بعض هذه المدارس في الخارج لا تقدم الخدمة كما يجب، فأرسلت لجان لمعاينة هذه المدارس،
وهو أمر أيضا عظيم ويقدر لها،
أين المشكلة إذن، المشكلة أن أحد هذه المدارس في الأردن والذي يضم تسعين طفلا يعانون من إعاقات شديدة حكم عليها من قبل اللجنة أنها لا تصلح ويجب على الأهالي نقل أبنائهم لمدارس أخرى، والأهالي غير مقتنعين، لأن البديل الذي قدم ليس بمستوى المدرسة الحالية،
هؤلاء الآباء الذين يريدون أن يسمعوك صوتهم يا معالي الوزير، لم يتخلوا عن أبنائهم، ويتابعونهم بصفة مستمرة، وبعضهم يعرف هذه المدرسة منذ عشرين عاما،
والكثير من الموجودين في المدرسة يعانون من التوحد، ومن المعروف أن مريض التوحد يعاني معاناة شديدة إذا تم تغيير المحيط الذي تعود عليه..
يا معالي وزير التعليم العالي، استمع إلى حرقة الأمهات وحيرة الآباء،
تسعون بيتا يعاني ويحتار،
يريدون أن يقنعوا معاليك بأنهم لم يرموا أبناءهم، وأن البديل المقترح ليس أفضل، ومن غير المعقول أن يكون مهيئا لاستقبال هذا العدد الكبير…
فقط استمع إليهم، أنت تعرف كم هو مؤلم ما يعانيه آباء ذوي الاحتياجات الخاصة، فلا تردهم ولا تزد وجعهم.. يسألونك أن توقف هذا القرار، وأنت تقدر..
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *