ياسادة ياكرام … فضلاً … وليس أمراً
أضع بين يديكم مشكلة بل معضلة استعصت طوال سنين ولم يجدوا لها حلاً ، إنها مشكلة جيل بل أجيال موجودة.
لم تزل المواطنة السعودية أمام بعض القوانين التي تهمش حقوقها المدنية ومازال هناك قانون يُعمل به.
حيث أنّ المرأة السعودية المواطنة ليس لها حقوق مدنية في حال كان لديها أبناء من زوج غير مواطن ، وهنّ على حدٍّ سواء من كان زوجها يعيش معها أو مطلقة أو مات عنها زوجها وبقي أبناؤها في حضانتها والغالبية العظمى منهم ولدوا (داخل) المملكة على هذه الأرض الطيبّة المباركة وأكلوا من ثمارها ودرسوا في مدارسها ويتكلمون بلهجتها وعاداتهم عاداتها لا يعرفون بلداً غيرها ويحبون هذا البلد بقدر حبهم لأمهم المواطنة التي أنجبتهم ،
فلماذا مازال هذا القانون سارياً بأن هؤلاء الأبناء ليس لهم حقوق المواطنة إلحاقاً بأمهم المواطنة سواسية بالمواطن الذكر الذي تزوج من جنسية أخرى وله منها أبناء ولدوا (خارج ) المملكة وترعرعوا خارجها ويتكلمون بلغة بلد أمهم وعاداتهم وبعد سنين يرجعون إلى السعودية بجنسية سعودية لا يعرفون عن السعودية شيئاً ويسمى سعودياً لأن جواز سفره سعودي ليس إلا ..
ولأنّ القانون يعطيه حقاً مدنيا حُرمت منه المواطنة والله تعالى قد ساوى بالحقوق بين الرجل والمرأة بقوله : ( إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعدَّ الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ) سورة الأحزاب ..
نحن مواطنات في بلاد الحرمين الشريفين حامية لواء الإسلام والمدافعة عنه أضع بين الجهات المختصة صرخات أمهات يرفعن أكفّ الضراعة والدعاء بصوت ممزوج بدموع الألم إلى خالق السماوات في الليل الأظلم يسألون الله تعالى أن لا يفقدوا أبناءهم ولا يسفروا وهم فلذات أكبادهنّ وقلب الأم مشتق من الرحمة والرحم.
أضع بين يديكم صيحات واستغاثة قلوب أمهات لا يعرفن متى يُفجعنّ بفراق أبنائهن وخاصة بأنهم يعاملون بنظام الوافدين ولا يحق لهم الدراسات الجامعية ولا وطن لهم آخر إلا هذا البلد الحبيب فلا تدعوا أنياب القوانين الصماء تغلب القلب صاحب المشاعر ،وهؤلاء الأمهات يستغيثنكم من مكان قريب ، ولا خاب من استنصر بكم ،
ولا رجع خالي الوفاض من قرع باب عزكم وكرمكم ولا ضاع من استجار بكم فأسألكم باسمي وباسم جميع الأمهات المواطنات ألا تتركوهنّ بين أنياب قوانين وضعها البشر قابلة للخطأ والصواب وقد تكون صائبة في زمان ما وتكون جائرة في زمان آخر .
أعلى الله من شأن خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة , وزاد الله عزكم , ونصركم على من عاداكم , ووفقكم لما يحبُّ ويرضى , والحمد لله ربّ العالمين …
التصنيف: