[COLOR=blue]فوزي عبدالوهاب خياط[/COLOR]

سريعاً دارت عجلة العام .. كأن شهر رمضان المبارك للعام الماضي كان معنا قبل شهر وليس قبل عام هكذا اصبحت عجلة الزمن بشكل كامل تدور سريعاً لتطوي الأعمار والأحوال.يمضي الزمان سريعاً .. ونحن أيضا نستعجله ليكون أسرع وأسرع .. البعض يريد للسنوات ان تسرع لانه يريد الانتهاء من دراسته وينتقل الى معترك الحياة العملية.. والبعض يريدها ان تمضي سريعا لانه يريد ان يتزوج بعد عامين واخرون يتطلعون الى ان تطوى السنوات نفسها حتى يصل الى مرتبة اكبر في عمله وهكذا!!
كلنا نستعجل الزمن ولا نفطن في ظل ما نسعى اليه ان كل ذلك على حساب اعمارنا .. اصبحنا اليوم فجأة نجد ان طفل الامس القريب اصبح رجلا يتخطى الثلاثين والاربعين ولديه طفلان او ثلاثة وان الشيب بدأ يكسو شعره.. وشعوره!!
وفي كل الاحوال نتطلع أبداً لمجيء شهر رمضان المبارك فهو شهر الخير والاحسان .. شهر المحبة والقرآن نبتهج بجوه الروحاني الجميل.. ونسعد بأبواب الجنة وهي تشرع نفسها امام الانسان.. الانسان.. ونحزن أبداً لمن يمر به رمضان دون ان يهتبل هذه الفرصة الغالية ليعلن التوبة .. والتسامح.. ويملأ القلب بالوفاء ومحبة الناس.هذا رمضان قد جاء ليفتح أمامنا أبواب التوبة .. والرحمة والغفران .. تعالوا نكرس الجهد من اجل ان نكون الاسوياء أصحاب القلوب الرحيمة.. والمشاعر الصافية والنوايا الصادقة.
تعالوا لنضيء قلوبنا بالتسامح بعيداً عن الحقد.. والحسد.. والكراهية .. تعالوا لنستبدل السكين بالوردة والضغينة بالصفاء هذا شهر الدعاء والوفاء والتوبة والعطاء.
دعونا نتذكر الفقراء .. والمحتاجين .. اصدقاء الحزن .. والدموع ورفقاء الجراح .. خاصة اولئك الذين يستحون ان يمدوا ايديهم بالسؤال فتمتلئ نفوسهم بالآهة والعذاب والاسى.
تعالوا نتأمل كيف ان بعضنا يسرفون في الطعام.. وشراء الجديد واقتناء الثمين بينما هناك من لا يجدون قوتهم ولا يتمكنون من زرع الابتسامة على شفاه اطفالهم.
هذا رمضان يا أحبتي توجهوا لعمل الخير واكثروا من الصدقات حاولوا ان تمدوا ايديكم لتمسحوا دموع الثكالى.. والمحزونين.. كرسوا الوقت في هذا الشهر الكريم لسماع القرآن والاحاديث والدعاء والرجاء لرب العباد.
يا رب لا تحرمنا قبول التوبة.. والرجاء .. واستجب للدعاء وهتاف النفوس.. واكرمنا بالفرج في هذا الشهر العظيم .. انك أرحم الراحمين.
آخر المشوار
قال الشاعر:
يا فارج الكروب في السحر
مسهد الجفن من بؤس وحرمان
فرج همومي فإني يائس كرب
وخفف الحزن عن قلبي ووجداني

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *