ووضعت الحرب أوزارها
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] إبراهيم مصطفى شلبي [/COLOR][/ALIGN]
بعد أن وضعت الحرب أوزارها أو كادت ونفضت غزة غبار المعارك إثر الاعتداء الصهيوني السافر على هذه المدينة الصامدة الصابرة كان و لابد من إزالة آثار العدوان بكافة أشكاله المادية و المعنوية و النفسية التي خلفها العدو وراء ظهره عقب انسحابه الذليل من القطاع وهو يجر أذيال الخيبة و الهزيمة المرة، و لم يحقق أيا من أهدافه المعلنة ولم ينل من سكان هذه المدينة الباسلة و مقاوميها و لامن عزيمتهم و اصرارهم على دحره، فلجأ هذا العدو إلى خسته و نذالته المعهودة و المعتادة، فانتقم من الأطفال و النساء و الشيوخ في حين خرجت الفصائل المقاومة من هذه المعركة وهي ترفع أقواس النصر بالاضافة إلى تعاطف كل شعوب العالم من البحر إلى البحر ومن النهر إلى النهر معه و مع قضيتة العادلة.
وبعد انتهاء المعارك الحربية بدأت معركة من نوع آخر بعد دفن الشهداء و تضميد الجراح، إنها معركة البناء و التحدي من أجل إعادة ما دمره العدو الصهيوني لتبدو غزة أكثر جمالا و إشراقا. فقد بهر هذا الشعب العالم بقوة تصميمه و عزيمته الفولاذية فما أن انهزمت قوات العدو الخاسئة حتى دبت حركة الحياة و الناس و المركبات و الأسواق التجارية بالحيوية و نزل أطفال غزة الابطال الصغار يتحدون الطوابير العسكرية الصهيونية لا يأبهون بأسلحته و عتاده و يلوحون بعلامات النصر إنهم جيل الغضب القادم و أحفاد عبدالله بن الزبير و أبي عبيدة و خالد بن الوليد و المثنى بن حارثة رضي الله عنهم و خلفاء صلاح الدين الأيوبي و الظاهر بيبرس وفتحي الشقاقي و عز الدين القسام.
أحبتي في فلسطين المقدسة: لقد حان الوقت الآن للتسامي على الجراح و إعادة الوفاق و المصالحة الوطنية على أساس اتفاق مكة المكرمة الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين في أطهر البقاع بين حماس والسلطة الوطنية .
(وقفة)
حملني بعض الإخوة في غزة عبر رسائل إلكترونية أمانة نقل شكرهم و تقديرهم و امتنانهم الكبير لخادم الحرمين الشريفين على موقفه الحازم في قمة الكويت، و أن هذا الموقف رغم الآلام والأحزان قد شفى صدور المؤمنين المرابطين في غزة الكرامة والعزة . وأن خطابه في هذه القمة جاء بلسماً لكل جراحاتهم و آلامهم العميقة و قد وردتني هذه الرسائل من كل من الأخوة و الأخوات محمد فخرو و عدنان الشوا و تغريد الغزاوية. فشكرا ياخادم الحرمين الشريفين و كتب الله ماتقدمه لأمتيك العربية والإسلامية في ميزان حسناتك يوم لاينفع مال ولابنون. ونسأل الله تعالى أن يتقبل شهداء غزة في أعلى عليين انه سميغ مجيب الدعاء.
التصنيف: