[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد علي ابراهيم الاصقه[/COLOR][/ALIGN]

يفد الى مكة المكرمة في مثل هذه الايام وفود من المسلمين من كل فج عميق لاداء مناسك العمرة بعد ان اتاحت دولتنا الحبيبة فرصة تمديد شهور العمرة من بداية شهر جماد الاولى وحتى نهاية شهر رمضان المبارك.
هذه الوفود المباركة ما ان تنهي مناسك العمرة وترتوي بمياه زمزم وتطمئن قلوبها وافئدتها بمعانقة بيت الله الحرام والكعبة المشرفة حتى تتوق افئدتها لزيارة المشاعر المقدسة والآثار الإسلامية التي سمعت عنها وهامت نفوسها شوقاً لرؤيتها لكن آه من ولكن..
ما ان تصل قافلة من قوافل المعتمرين الى مشعر من مشاعر مكة المقدسة وعادة ما يكون جبل عرفات هو المقصد الرئيسي تفاجأ تلك القافلة بالفوضى العارمة من تلك الجموع المختلفة الأجناس وجلهم من مخالفي الاقامة يعرضون خدماتهم على أولئك المعتمرين بل ويصرون عليهم لركوب الدواب وأخذ الصور أو عرض المشروبات وعلب السجائر ورائحة المكان حول الجبل تزكم الأنوف من مخلفات البهائم والغبار الناتج عن تلك الدراجات النارية التي تغدو وتعود مثيرة تلك الروائح ولا وجود للدوريات او وزارة الحج والعمرة ولا اثر للعناية بالمنطقة المحيطة بالجبل والفوضى تعم المكان.
المنظر من المؤكد انه صدمة قاسية لمن كان يحمل في ذهنه صورة عن قدسية المكان والصور تتكرر في باقي المشاعر وجبل النور وغار ثور ومن لهم علاقة لا وجود لهم من مسؤولين ومنظمين.
المشاعر المقدسة تحتاج الى رعاية وحماية ورعايتها بتهيئة الطرق اليها وعمل اللازم حولها من تنظيم ورعاية من اولويات الاهتمام بها وحمايتها من العابثين والمتطفلين الذين يشوهون بممارساتهم قدسية هذه الأمكنة وهيبتها التاريخية واجب من كل ادارة مسؤولة ولو مسؤولية جزئية عن هذه المشاعر.
إدارة المعتمرين بوزارة الحج لو كلفت كل شركة مسؤولة عن المعتمرين بتكليف مرافق مع كل فوج متجه لزيارة المشاعر ملم بتاريخ هذه المشاعر يبين للزوار اهمية هذه الأمكنة وقدسيتها لكان افضل من تركهم بلا دليل وحبذا لو كان هناك تواجد أمني وهو ضروري للحد من انتشار أولئك المجهولين الذين يعبثون بقدسية وتاريخ تلك المواقع ومضايقة الزوار في كل خطوة يخطونها وياليت امانة العاصمة المقدسة تقوم بتخصيص فرقة خاصة لرعاية ونظافة تلك المواقع والمحافظة على المظهر العام لها ويا حبذا لو كان هناك تواجد لبعض رجال هيئة الامر بالمعروف لارشاد الزوار ونصحهم عن ممارسة بعض معتقدات ما انزل الله بها من سلطان وذلك عن طريق النشرات والخطاب الناصح بالحكمة والموعظة الحسنة.
كم أتمنى ويتمنى غيري ان تظهر هذه الاماكن الطاهرة بالصورة اللائقة بها وتكون القدسية واقعاً لطهارتها تبعث في النفوس الاحساس بالروحانية وعظمة هذا الدين القويم فان من يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب اللهم اجعلنا ممن يعظم شعائر الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *