وما زالت الحياة حلوة!!!

[COLOR=blue]أمل عبدالملك[/COLOR]
أطفال يقتلون يومياً وأمهات ثكالى ورجال المستقبل يُدفنون، والعالم العربي في صراع ، وتحطمت الأحلام وتشتت العائلات، وما زالت الحياة حلوة!!!
– طغى الجشع في قلوب البعض فلم يعد مكان للأمانة ولا الأخلاق وأصبح الأخ يخون أخاه والزوج يسرق مال زوجته والابن يزور توقيعات والده، والكل يسرق الكل وانتحرت المبادئ وانعدمت الثقة بين الناس وتفشت الجرائم، ومازالت الحياة حلوة!!!
– تغيرت مفاهيم الصداقة وتحولت إلى مصلحة، فإذا انعدمت المصلحة لا داعي للصداقة، أصبحت الصداقة أكثر تعقيداً وطغت الرسمية وتلاشت البساطة والراحة بين الناس، البعض يتاجر بصداقاته ويرخصها، والبعض لا يتردد في إيذاء أصدقاءه وتدمير حياتهم نظير مبلغ معين أو منصب أو سيارة فارهة، وما زالت الحياة حلوة!!!
– تفشت الأمراض النفسية بين البعض وعُقدهم دفعتهم لإيذاء الآخرين بدون سبب ووجه حق، فنجدهم يَظلمون ويَقهرون ويَمنعون الخير عن غيرهم وبقلب بارد يقتلون الأحلام والطموحات وينامون دون أرق،لا يكترثون بدعوة المظلوم ولا يحسبون حساباً لعذاب الله سبحانه وتعالى، وما زالت الحياة حلوة!!!
– انعدمت الإنسانية ولم يعد هناك اعتبار للقسم بأداء المهام كما يجب لاسيما الطبية، فبعض الأطباء يبحثون عن الشهرة والصيت دون مراعاة الواجب الإنساني الذي اقسموا عليه فنجدهم يعالجون المرضى بأقل اهتمام وتبلدت مشاعرهم فلا يؤثر فيهم عدد الموتى جراء أخطائهم الطبية، ومازالت الحياة حلوة!!!
– انسلخت التربية من التعليم وتجرأ الطلاب على المعلمين، وفقدوا التركيز في الحصص والبعض منهم استهتر بالدراسة ولا يلتزم بأداء الفروض المدرسية التي تقلصت كثيراً في المواد وفي المضمون فيتخرج الطالب يجهل التاريخ ولا يفرق بين الدولة العثمانية والأموية ولا يعرف من هو قاسم الشابي ومن هو المنفلوطي ولا يحفظ بيتاً واحداً لأمير الشعراء ويجهل تفاصيل الفقه الإسلامي والطبيعة الجغرافية للوطن العربي وفي نهاية العام الدراسي يرتفع عدد الرسوب، وما زالت الحياة حلوة!!!
– لم يعد لمقولة (يا غريب كن أديب) معنى، فبعض الأخوة الوافدين لا يحترمون قوانين البلد ولا يتقيدون بعاداتها وتقاليدها، ، ويجهل فن القيادة الصحيحة للسيارة ، ومازالت الحياة حلوة!!!
– نضع ثقتنا في البعض ونأتمنهم على أسرارنا، حياتنا، قلوبنا،أماننا، مالنا، عائلاتنا ومن دون أسباب يخذلوننا ويدمروا ثقتنا في الآخرين، فنعيش في شك مستمر وألم دائم ونرى الناس بعين واحدة ويصعب علينا تمييز الصدق من الكذب والخير من الشر، ومازالت الحياة حلوة!!!
– رغم كل المنغصات التي نتعرض لها في حياتنا، ورغم الصعاب والتجارب الحزينة والفاشلة ورغم الظلم الذي يسرق النوم ويعكر صفو الأيام، إلا أن علينا التمسك بالأمل والإيمان بقدرة الله تعالى على نصرتنا، فما زالت الحياة حلوة !!!