[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد محمد باديب[/COLOR][/ALIGN]

لقد حظيت في حياتي بمعرفة رجال من ذوي العقول الكبيرة والنفوس العظيمة، رجال من رجالات النهضة السعودية تحدثت عن بعضهم ولازال بعضهم في وجداني لم يأت الوقت المناسب للحديث أو الكتابة عنهم.
ولقد أصبت اليوم بالحزن الشديد وندمت أنني لست في المملكة حيث توفي فجراً رجل يعد من آخر رجالات النهضة السعودية كان أحد أولئك الأوائل الذين أرسلهم النابغة محمد علي زينل إلى الهند مع ثاني دفعة أرسلت وكان منهم أخوه السيد الرائع سامي كتبي والجداوي عمر غراب وزميله عبد ربه وغيرهم من أبناء مكة وجدة الذين كانوا الأوائل في هذه البلاد من حملة العلم والذين ساهموا مساهمة فعالة في تمثيل هذه الدولة في كل مكان عينوا فيه.
إن أول عمل عمِل فيه معالي السيد حسن كتبي هو معلم في المعهد العلمي في مكة المكرمة الذي كان من أوائل المدارس السعودية التي انشئت في الخمسينات الهجرية وكان من طلابه في هذا المعهد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز (لاحقاً الملك فهد) وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل (ذو الوزارتين لاحقاً) رحمهم الله.
ثم عمل مع معالي الشيخ محمد سرور صبان في وزارة المالية ثم سافر الى مصر مديراً لفرع البنك الأهلي هناك وذلك ليشرف على تعليم ابنائه ثم اصطفاه الفيصل رحمه الله الذي تربطه به علاقة قديمة ومهمة ليجعل منه ممثلاً المملكة في منظمة مكافحة الشيوعية ثم كان أن كلفه بوزارة الحج والأوقاف فوقف رحمه الله مع أهل مكة ليحفظ لهم حقهم في الطوافة فلا يعطي مجالاً لدخول غير أهل مكة في هذه المهنة وكذا فعل مع أهل المدينة، ثم تقاعد رحمه الله ليكون أحد أولئك الرجال الذين خصصوا أقلامهم للدفاع عن الإسلام والمسلمين ولنصح القادة في الأمور الهامة.
جاور رحمه الله في آخر أيامه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة حيث توفيت فيها زوجته الشريفة بتول رحمها الله ولم يخرج من المدينة وتمنى أن يدفن فيها، ففي يوم الخميس 8/ 3 / 2012م الموافق 15 ربيع الثاني 1433هـ دفن معالي السيد حسن في البقيع رحمه الله رحمة واسعة.
لقد كان لي المعلم والأب والجد فكنت أجلس بين يديه سنين طويلة مجلس التلميذ من أستاذه فكنت أذهل من مدى عمق التفكير وحسن التدبير، لقد ترك إرثاً من الكتب المنشورة كما ترك إرثاً لم ينشر هو خطابات لأولي النهى في مواضيع شتى ومهمة للغاية.
إن أول رجل كتب عن سياسة المملكة العربية السعودية في كتاب رائع كان هذا الرجل كتب كتاباً بعنوان (سياستنا ومفاهيمنا) فكل من يريد أن يعرف سياسة المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى الآن فعليه أن يطلع على هذا الكتاب الذي كان خلاصة تجربة دامت أكثر من سبعين عاماً، حبذا لو اطلع الاخوان في معهد وزارة الخارجية على هذا الكتاب وجعلوه منهاجاً يدرس في هذا المعهد.
رحم الله السيد حسن كتبي وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
والتعازي لكل آل كتبي ولكل أبنائهم وأحفادهم.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *