ولعل بيته أوهى من بيوت العنكبوت

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم عساس[/COLOR][/ALIGN]

اذا جمع انسان ما، قرائن ومستندات واوراق ووثائق تدل بوضوح على وجود خلل واشار عليه بعض المحبين للحق الكارهين للفساد بأن يقوم بتقديمها عرضها على من يحسن الظن بهم ويعتقد انهم بحكم موقعهم يستطيعون مساندة الحق وارسال الملفات والمستندات التي تبين وجود تحايل ومظالم واستغلال واختلاس لمال عام او خاص فإن موقف الذين تقدم اليهم تلك الملفات الموثقة يكون حسب موقفهم من الحق والعدل وهل هم معه ام هم ضده، ولذلك نجد ان مواقفهم يمكن تحليلها على النحو التالي:
أولا: اذا قال من يطلع على الملفات انها عمل جيد تستحق التأكد منها والمساندة في حالة ثبوت ما فيها وانه سوف يبذل قصارى جهده لوقف هذا العمل الذي فيه فساد واستغلال وتحايل واختلاس واتبع قوله بالعمل فان ذلك يدل على ان من قدمت له الملفات رجل عادل ومحب للحق ومحارب للفساد والظلم ويكون مثل الشجرة الباسقة والمخضرة الاوراق التي يكون اصلها ثابت وفرعها في السماء.
ثانيا: ان يكون من تسلم الملفات مقتنعا بما فيها من مستندات ووثائق ولكنه يعتذر بأن الامر ليس بيده ولكنه يشير على من قدمها بطرق ابواب واعدا اياه بالمساندة والمساعدة في ارسال صوته ودعم الحق الذي يسعى اليه.
ثالثا: ان يكون الذي اطلع على الملفات والوثائق ضعيفا وضعفه يجعله يقول لمقدمها انا اعرف ان كل الوثائق والمعلومات والمستندات صحيحة وتدل على فساد ظلم ولكن ما باليد حيلة.
رابعا: ان يكون من تسلم الملفات ممن يعتقد انه يستطيع دعم الحق الذي يسعى اليه. خصوصاً ان كل من قدم له الملف يعلن في كل مناسبة واحيانا بدون اي مناسبة انه تقي نقي عفيف نظيف غير مستفيد من وظيفته. ولكن ما ان تعرض عليه الملفات حتى يتغير لون وجهه ويبدأ في ترك ما بين يديه من فساد ويحاول تضييع الموضوع ويشير الى وجود فساد اكبر واكبر وان قيل له ان صورة من الملف ارسلت الى فلان تخضر جبينه وقال: ان الفساد كله مصدره فلان ويبعد مقدم الطلب عن الموضوع ويحاول تثبيط همته ثم يتبع ذلك برسائل يحاول بها تخويف مقدم الطلب كأن يوصل له رسالة \”من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة\” اي انه يريد من مقدم الطلب نسيان وتناسي الموضوع بحدة ان بيته من زجاج.
ولو تأمل انسان هذه المواقف الاربعة فانه يجد ان صاحب الموقف الاول كفؤ نظيف يستحق المكان الذي يعتليه واكثر. اما الثاني فانه يكفيه تعاطفه مع الحق وانه نصح بما يراه محققا للحق والانصاف. فأما الثالث فإنه مثل الثاني ولكن ضعفه يحول بينه وبين تحقيق العدل. فاما رابعة الاثافي فهو الذي لا يعين على الحق ولا يدل عليه ويحارب من يريد كشفه وبتثبيط عزيمته او اتهامه بأن بيته من زجاج، من ان واجبه ان لا يتهم جزافا من هو اعلى منه موقعا وافضل عملا لانه خلد اسمه في قلوب من يطرقون باب مكتبه، او ادنى منه مرتبة ولكنهم اسمى خلقاً وعملاً. وعليه ان يحارب الفساد بتكسير ما سماه بيوتا من زجاج سواء كان ذلك البيت يخص مقدم الملفات حسب زعمه او المتهمين بملفات الفساد نفسها. اما ان لم يفعل فانه ليس بعزيز بل هو ذليل داعم للفساد او شريك فيه وبيته اوهى من بيوت العنكبوت علم ذلك ام لم يعلم!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *