[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.إبتسام بوقري[/COLOR][/ALIGN]

ظاهرة العنف الأسري ليست جديدة حيث يعتدي فيها القوي جسدياً على الأضعف منه بدوافع مختلفة، لكنها زادت بشكل ملحوظ مما يجعلنا نتوقف عندها لمعرفة أسبابها ودوافعها ونتائجها على الفرد والمجتمع.
والفئات المتعرضة لها غالباً هم الضعفاء جسدياً بطبيعتهم التكوينية من الأطفال والنساء، وسأركز في مقالتي على المرأة التي تتعرض لأصناف من التعدي الجسدي والنفسي من الرجل الذي قد يكون أب أو زوج أو أخ أو حتى قريب .. وقد وردت كلمة (واضربوهن) في القرآن الكريم لحالة واحدة فقط وهي نشوز الزوجة بعد إستنفاذ جميع الوسائل من الكلام والوعظ والهجر، ويكون الضرب رمزياً وليس مبرحاً ، وكما قيل أنه يضربها بالسواك ضربة خفيفة – بل قيل لاتضرب المرأة ولا.. بوردة – ولكن مانراه في الواقع غير ذلك من وحشية مفرطة ، كما لم يقتصر على الزوج بل كل ذكرمن أقربائها يرى أن له الحق في ضربها ! مع أن النص القرآني صريح وواضح أن الضرب فقط لزوجة أستعصى التعامل معها بكل الطرق، ولم يرد أي نص في القرآن أو السنة أن يضرب الأب أبنته أو الأخ أخته ، فكيف يسمح شخص لنفسه أن يضرب إنسانة لها نفس حقوقه بل هي أرهف حساً منه لسبب تافه أو بدون سبب وحتى لو كان هناك أسباب من وجهة نظره فهي لاتخول له أن يتهجم عليها ويهين كرامتها ويغتالها نفسياً وجسدياً بلا رحمة ولا إنسانية .
وهناك فرق كبير بين الرجل والذكر .. فماأكثر الذكور وأقل الرجال ، والرجولة لاتقاس بالقوة الجسدية والإستبدادية بل بالحكمة والقوة الداخلية في مواجهة مواقف الحياة .
من منحك أيها ( الذكر) المستبد حق الإعتداء على نفس بشرية كرمها الله ؟!! ألا تخجل من نفسك ؟؟ ألا تخشى ربك ؟؟ وهل تظن أن الرجولة بفرض القوة والإستبداد والضرب ؟؟!!
عن أبي مسعود الأنصاري قال : كنت أضرب غلاماً لي فسمعت من خلفي صوتاً يقول: (أعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه ) فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله، فقال: ( أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار).
فكيف بمن يضرب إمرأة حرة ليست مملوكة ولم يشتريها بماله ليستعبدها !!
ولم يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم إمرأة قط في حياته أو حتى خادماً .
إن التعدي الجسدي واللفظي على أي إنسان جريمة لابد لها من عقاب حتى يرتدع فاعلها ، وإلا فإنه سيتمادى إلى ماهو أسوأ وقد يصل الأمر لحد القتل كما سمعنا عن حالات عديدة.
ولابد لكل أسرة أن يكون فيها مجلس عائلة يقرر ماهو جزاء من يفعل ذلك ، وأن يكون هناك حساب شديد من الجهات الرسمية لأن الموضوع يؤثر على المجتمع وإستقراره . وبرأيي الشخصي أن الضارب هو شخص لديه عقدة نقص وربما عقد نفسية أخرى يحاول تفريغها في غيره .. وإستمرار الظلم هو ظلم أكبر.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *