وكم أسداً سوف ينقض عليها؟

• ناصر الشهري

[COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR]

رغم السجالات السياسية والدينية سواء من منابر المنصات
الاعلامية أو من أرصفة الشوارع وصولاً الى مراكز صناعة القرار على خارطة الوطن العربي. إلا أن الواقع يفرض نتائج مختلفة تتجاوز الحالة الى ما هو أسوأ من الممارسة الدكتاتورية المحصورة في الأنظمة المستهدفة في منظومة التغيير.
وسواء جاء ذلك التغيير من الداخل بصوت القوة الناعمة المتمثلة في الاحتجاجات المنقسمة على نفسها حزبياً وشعبياً. أو من خلال حمل السلاح وصولاً الى تدخل خارجي لاسقاط النظام. فإن ذلك السقوط لا يعني نهاية القضية بقدر ما يكون بداية لمحور يشكل تفريخاً لأكثر من قضية تلقي بظلالها على التقاسم في خطابات متعددة ومختلفة الاتجاهات.. تغرق في اتونها شعوب دفعت ثمن التغيير.. لتفيق هذه الشعوب على تبخر احلامها ودفن كل طموحاتها في انفاق الصراع .. وهنا لست بحاجة الى الاستشهاد بالعراق بعد غزوه في العام 2003م ولا قصف ليبيا في العام 2011م للتغيير من الخارج ولا المشهد التونسي والمصري وقبلهما الصومالي لفرض ذلك الاسقاط من الداخل.ولا حجم المشهد السياسي والاقتصادي والأمني. وهي مرتكزات فرضت تحولاً الى الأسوأ .لكنني اليوم سأطرح سؤالاً حول ما بعد سقوط النظام السوري.. وكم من أسد سوف ينقض على ذلك الجزء الكبير من الشام.. وكم ديناصوراً جاهزاً للزحف من الداخل ومن الخارج في بلد تتواجد فيه قوى مختلفة ذات ارث من العداءات والاطماع السياسية ومنها عناصر متطرفة مثل جبهة النصرة واخرى اخوانية.. وغيرها علوية. اضافة الى حزب الله. وجيش انقسم على نفسه وينتظر تصفية الحسابات. ومعارضة غير متفقة منذ بداية الصراع.. وفلول سوف تحتفظ بالسلاح من ارث النظام؟.
سؤال كبير وفضفاض ومحير للاجابة عن كل محاوره المختلطة. لكنه يفتح الباب في نظري الى مرفق عربي هام قالوا عنه يوماً انه \”بيت العرب\” والمتمثل في جامعة الدول العربية. التي في ميثاقها حفظ الأمن العربي.. وهو ميثاق لم يتم تفعيله لحفظ أمن أحد. لا من الخارج في جانب الدفاع المشترك ولا من الداخل في جانبه الخاص \”برأب الصدع\” من الداخل.
هذه \”الصومعة\” في رمز هذه الأمة المكسورة أمام العالم اليوم يجب أن تبدأ تحركاً سريعاً لتشكيل قوة عربية من جيوشها بالاتفاق مع كل اطراف النزاع من خلال هيئة اركان مشتركة مدعومة بقرار قمة من الدول الاعضاء للدخول الى سوريا فور سقوط النظام. وذلك لمنع مواجهات محتملة بل حتمية ستقع بين الاطراف السورية. والعمل على حفظ الامن وتشكيل حكومة مؤقتة تحت اشراف الجامعة العربية تمهيداً لانتخابات تشريعية قادمة.والحيلولة دون تدخل اسرائيلي ايراني او تركي في امن وشؤون دولة عربية مهمة وذات موقع استراتيجي اكثر اهمية في منظومة الجامعة.
ومن ثم تكون \”صومعة العرب\” قد استعادت شيئاً من كرامة امتها وعملت على تنفيذ جزء من ميثاقها ولو بعد حين من بقائها محصورة في بيانات لا تتجاوز الاستهلاك الاعلامي.. وتسجيل مواقف تتبخر نتائجها بمجرد انتهاء الخطابات \”الرنانة\” وتوديع الطاولة العتيقة بلا ولا شيء!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *