[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. موزة المالكي[/COLOR][/ALIGN]

قيمة العمل والاجتهاد واحدة من أهم وأعظم القيم، ولكي ينجح المرء في حياته ويتفوق ويتقدم لا بد أن يدرك هذا. لم تتقدم الدول والشعوب إلا حين قدرت قيمة العمل والاجتهاد، فلا مكان لمن لا يعمل، ولا مكان لمن لا يقدر قيمة العمل في هذه الشعوب، بل الحياة الكريمة والمزدهرة هي لهؤلاء الذين اجتهدوا في حياتهم وأخلصوا لأعمالهم.قبل فترة قريبة نُشر خبر في صحيفة الوطن السعودية يقول: \”لم تمنع ثقافة العيب 10 فتيات سعوديات من العمل في وظيفة \”عاملات نظافة\” في مطبخ أحد المنتجعات، وذلك بحثاً عن الرزق الحلال، بعد أن أقفلت في وجوههن الأبواب، إذ لم يجدن فرصة عمل في مكان آخر. وذكر في الخبر أن هؤلاء الفتيات يخرجن من بيوتهن لـ8 ساعات يومياً لإعالة أسرهن بما يحصلن عليه من راتب زهيد يتراوح ما بين 2500 و3000 ريال شهرياً فقط .وتقول إحدى الفتيات، إنها لم تأبه للمجتمع وما سيقوله عن عملها، لأنه عمل شريف، ولا يعيبها نوع العمل مادام يكفيها لإعالة أسرتها الكبيرة المكونة من أربعة أولاد وثلاث فتيات، هي الوحيدة المسؤولة عن إعالتهم ومعيشتهم .وتضيف: \”أفخر بعملي أمام الناس، ولا أفكر بما سيقوله البعض عني، لأن عملي شريف وكسب حلال\”، وأن طبيعة عملها تقتصر على تنظيف الستائر ومسح الأثاث وترتيب الغرف بعد رحيل الزوار. وتضيف عاملة أخرى \”متزوجة وأم لثلاثة أولاد\” أنها تخفي \”مسمى عملها\” عن المجتمع القريب الذي ما إن يعرف عملها حتى يبدأ بتوجيه سهام النقد إليها. إن الفرد المتقاعس عن العمل خطر على المجتمع، وعنصر زائد ولا فائدة منه وليس جديراً بالحياة، فهو يستنزف جهود الآخرين وموارد وطنه، فهو أشبه ما يكون بتلك النباتات والأعشاب الطفيلية التي تلتصق بالأشجار والنباتات المثمرة، تزاحمها في غذائها دون أن تستفيد الشجرة، وهو لا يفيد نفسه ولا البشرية. إن المتقاعس عن العمل ساقط لا محالة في هوة الشقاء، لأنه مهما كان مجده وماله لا يعرف طعم ذلك الشعور الذي يغمر العامل عندما يفرغ بنجاح من أداء وظيفته في الحياة فيفيد من حوله ويثبت وجوده، حتى لو كان هذا العمل أبسط الأعمال، لأن قيمة العمل ليست ببساطته، وإنما بالخدمة التي يقدمها للمجتمع. أدعو إلى الابتعاد عن السلبية وإلى السعي الجاد، وأقول للجميع: اعمل وابدأ حتى لو كانت البداية بسيطة أو صغيرة، فسيأتي اليوم الذي ستحصد فيه بكثرة، وتكبر هذه الفرصة ويكبر المرء معها مادياً وأدبياً وكرامة إنسانية عالية.وأود أن أهمس في إذن الأخت الفاضلة التي تتحرج من ذكر مسماها الوظيفي أمام جيرانها تجنباً لنظرات ازدراء أو استخفاف، أذكرها بأن رئيس دولة البرازيل الأسبق \” لولا دا سلفيا\” كان يعمل بالنظافة في بداية حياته، ولم يخجل من ذلك، بل إن البرازيل اختارت أن يكون شعار الدورة الأولمبية القادمة عامل نظافة يحمل مكنسة، بدل أن تستخدم أحد رموز الكرة كبيليه مثلاً.
العمل قيمة عظيمة لابد أن نحترمها مهما كان نوع العمل الذي نقوم به والمهم أن نقوم به بشرف وأمانة، وقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة التوبة :\” وقُـلِ اعْمَلوا فسَيرى اللَّـهُ عمَلـكُـمْ ورسولـُه والمُؤمنون \”.
كاتبة قطرية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *