وقلب جدة عند السور ينتحب

• عبدالإله جدع

كان منظر اللهب المتصاعد ليلة البارحة من البيوت التي احترقت في حارة المظلوم بجدة التاريخة مؤثراً وموجعاً ،فهو يصوّر تساقط تراث بيت كان سامقاً بنقوشه ورواشينه يعلن عن حضارة مدينة عتيقة عريقة، ولولا لطف الله ثم بسالة فرق الدفاع المدني وتعاون أهل جدة في فك الطرقات لامتدت الحرائق لباقي البيوت نظرا لضيق الأزقة وتلاصق المباني وكانت هذه القصيدة.
النفس تحزن والأحوال تصطخبُ
وقلب جُدة عند السور ينتحب
في ليلة من ليالي الصيف قد عصفت
مراجل النار في الحارات تضطرب
تصاعد اللهب المجنون في غضبٍ
أصاب بيت تراثٍ كان ينتصب
وأحرق الفن والتاريخ شاهده
والنقش والباب والروشان يلتهب
ياقلب جدة في الحارات حدّثني
ماذا اصابك؟كم يغتالني العجب
كم قد فَرحنا بأحلامٍ تراودنا
أن يَعْمر الدار مُلاّك ويجتنبوا
بيع المكان أو التأجير في عجلٍ
دون التريّث حتّى مسّه العَطَبُ
وكم فرحنا بإنجاز يطوّقنا
مع التراث ويخدم بيتنا النُّجب
والمهرجانات كم طابت لخاطرنا
وسجّل السّبْق في إنجازها طَرَبُ
توقّف الركب عن حاراتنا ومضى
عند (الزقاق) بصيص النور يحتجب
ومرّ من حولنا التجار في نَهَمٍ
قد استغلّوا ولم يعطوا ولم يهبُوا
من يحمي الدار والآثار يحفظها
من الحرائق هذا شعريَ العَتبُ
إني أحبك ياجدّه وتؤلمني
أطلال رسمك أرثيها وأرتقب

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *