وقف الخلق جميعاً ينظرون كيف أبنى قواعد المجد وحدى (ج6)

نيفين عباس

عندما تمشى وسط شوارع القاهرة فى رمضان تكون خطواتك ما هى إلا خطوات بين جموع من المصلين فى كل مكان

فالجميع يترك ما بيده حتى يؤدى واجب الصلاة ثم الإنطلاق للجلوس على المقهى للعب الطاولة أو الديمنو أو الدردشة وإطلاق النكات وتبادل الضحكات أو سرد تفاصيل اليوم الشاق مع الصيام ونجد المنازل عامرة بالدفئ والسعادة بسبب تجمع النساء وتحضيرهن كعك أو “كحك” العيد كما يُطلق عليه باللهجة المصرية فنجد الكثير من الصوانى والإبداع فى عمل حلوى العيد بمختلف أشكالها وأطعمتها وتشاهد بساطة المرأة المصرية التى تقوم بنقش الكحكة بواسطة منقاش من الحديد رخيص الثمن غالى القيمة عند المصريين لأن إقتنائه يعلن عن قدوم عيد الفطر المبارك ، فتتمشى فى تلك الأجواء فى الشوارع تشعر برائحة رمضان ونسائم فرحة الأعياد وإزدحام المواطنين وإرتيادهم على محال بيع الملابس لشراء ملابس جديدة إحتفالاً بقدوم العيد السعيد ، فتشعر بنشوة لا تشعر بها حتى وإن كنت فى أفخم الفنادق أو أرقى الدول بالعالم فمصر رغم حواريها البسيطة وشوارعها التى بها مبانى باهظة الثمن تشعر أنك لست غريب بل سريعاً ما يتملكك إحساس بأنك من أهل لتلك الأرض الطيبة التى ذكرت فى القرآن الكريم وعاش بها الأنبياء ، وليس الأمر مقتصر على عيد الفطر ورمضان وعيد الأضحى بل أيضاً هناك الكثير من الأعياد المصرية كعيد شم النسيم وهو عيد يتناول به المصريون “الفسيخ والرنجة” تلك الوجبة التى إحتار الكثيرين فى عملها ويشتاق الكثيرين لتناولها حتى بعد التحذيرات الكثيرة من تناولها وكأنها أحد الوجبات التى تجرى داخل المصريين مجرى الدم وترجع تلك الوجبة للفراعنة فقديماً كان الفراعنة يقومون بتمليح الأسماك وتناولها ، بالنهاية مصر ما هى الا لوحة كبيرة بها الكثير من المشاهد منها المشهد الدينى والتاريخى والحضارى والمزارع والعالم والطبيب فهى تتسع أحضانها لإحتواء الجميع بالرغم من بعض الصعوبات التى قد تواجه الكثيرين بها من بطالة وصعوبة فى المعيشة والزواج إلا أنها تظل بلد الأمن والأمان ، فالأحداث تتغير ولكن مصر لا تتغير وعند إشتداد الأزمات تجد إلتفاف المصريين ليصبحوا “يداً واحدة” تجاه العدو الذى يتربص بترابها فيقدمون لها الغالى والنفيس فداءاً حتى وإن كانوا من خمس دقائق يشعرون بالغربة بها !! وتمر الأيام وتتبدل الأحداث ولكن يظل المصرى يُعرف بين العالم بخفة الظل وخلق الضحكة من رحم المعاناة والألم بل ويظل المصرى صاحب القلب المتسامح الكبير الذى تاره تشاهده يتشاجر بشده وغضب وتاره أخرى يحتضن الأخرين ويتبادلون النكات والضحكات وكأنهم لم يكونوا يتشاجرون منذ قليل !! ، فالمصرى بطبيعته متسامح وشخص إجتماعى لا يستطيع أن تتملكه مشاعر الغضب كثيراً فهو سريع الرضا ولا يشعر أنه يحب الحياة إلا إذا وجد حوله الكثيرين ليتقاسم معهم جميع أحداث حياته بحلوها ومرها

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *