وقف الخلق جميعاً ينظرون كيف أبنى قواعد المجد وحدى (ج4)

نيفين عباس

عندما تمشى على نيل القاهرة تستمع إلى أصوات مشايخ تريح النفس والقلب أمثال صديق المنشاوى ومحمود صديق المنشاوى ومحمود الحصرى ومحمد الطبلاوى ومحمد صديق المنشاوى

وإبتهالات تجعل القلب يرفرف فرحاً فى حب الله بصوت سيد النقشبندى ونصر الدين طوبار ، ثم يداهمك الإحساس بالجوع نتيجة الروائح الرائعة المنبعثة من عربات الطعام الصغيرة التى تقع على جانبىّ كورنيش النيل كعربات الكبدة والكشرى المصرى وحمص الشام وهم وجوه مصرية تشقى لكسب القوت ولكن لم يمنعهم حرارة القاهرة ولا غبارها من إظهار إبتسامتهم لكل المارة وأيضاً تمسكهم بالوازع الدينى الذى هو السمه الغالبة على الشعب المصرى ، ثم تمر أمامك سيارات تطلق النساء منها الزغاريد إعلاناً لفرحتهن بزفاف العريس والعروسة بالسيارة المزينة بالورود مع الأغانى الصاخبة والتصقيف وقد تجد بدون أى مقدمات وقوف أسطول تلك السيارات والنزول من السيارة للرقص فى الشوارع إحتفالاً بالعروسين وما يجعلك تحتار فى كيميا الشعب المصرى أنه إجتماعى لدرجة كبيرة تجعله يترك عمله أو ما بيده والذهاب للرقص مع أهالى العروسين ومشاركتهم الفرحة ، فالمصريين يتمتعون بطاقة إيجابية تحول الحزن إلى سعادة فى لحظة حتى وإن كانوا يحملون من الهموم أثقلها ، فتجد نفسك تبتسم لا إرادياً حتى تصل إلى ميدان التحرير ذلك الميدان الذى شهد الكثير والكثير من الأحداث والتظاهرات وسال عليه الكثير من الدماء ثم تصل للمشهد الثانى من مصر وهو مشهد الفن الراقى الذى تشعر به فور إقترابك من دار الأوبرا فتشعر أنك تخطوا نحو المجد ومدارس الفن الأصيل فالشوارع فى مصر تحكى قصصاً كثيرة وتتأمل كيف أن نفس المربع الذى تسير عليه وطأت أقدام عمالقة الفن عليه أيضاً فقد يكون نفس المربع مر من عليه نجيب محفوظ وطه حسين وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وإسماعيل يس وأحمد مظهر وشادية وليس هؤلاء وحسب بل أيضاً فى العصر الحديث إتسعت أحضان مصر للجميع فتجد صوت يأتيك لفنان العرب محمد عبده أو عبد المجيد عبد الله أو الملكة أحلام فالكثيرين من نجوم العالم العربى تركت مصر فى قلوبهم أثر وشارك فى خروج أعمالهم بأحسن صورة بعض الملحنين والكتاب المصريين وليس فى التمثيل أو الغناء وحسب بل أيضاً فى المسرح فالمسرح المصرى شهد الكثير من الأعمال التى خلدها التاريخ وأصبحت رمزاً للكوميديا الواقعية منها والأخرى الساخرة التى تجعل الضحكة تخرج من القلب فى قمة الحزن

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *