وقف الخلق جميعاً ينظرون كيف أبنى قواعد المجد وحدى (ج3)

عندما تمر من أحد الشوارع التاريخية وهو شارع المعز لدين الله الفاطمى بالقاهرة تجد المحال التى بها الكثير من الصناعات اليدوية والحرفيين

فهذا الشارع تحديداً الذى يقع فى منطقة الأزهر يعتبر متحفاً مفتوحاً للأثار الإسلامية فهو يحتوى على الكثير من المعالم الإسلامية على مر التاريخ ، أو عندما تذهب للصلاة فى مسجد الحسين فى القاهرة القديمة تجد أنك محاط بعناية من الله ربانيه ، فهذا الشارع الذى غلب عليه النمط المعمارى للدولة الفاطمية يحتوى على الكثير من الأصالة والجمال فهو بجواره خان الخليلى ذلك الشارع الذى يضج بتاريخ مصر وفنها الرائع الذى أخرج لنا نجيب الريحانى وعلى الكسار وكان مصدراً لإلهام عظماء الكتابة فى العالم العربى مثل نجيب محفوظ ويحوى هذا الشارع مقهى الفيشاوى ذلك المقهى الذى شهد الكثير من الأحداث وإرتياد الشخصيات الهامة من كل أنحاء العالم فهو يزيد عمره عن 200 عام ، فتخطوا خطوات رشيقة وكأنك تطير فوق الأرضيات التى صنعت من الطوب القديم داخل الخان فتجد “المشربيات” المتبقية من التاريخ تطل على الشوارع والحوارى وأسبلة بنقوش إسلامية وواجهة من النحاس وأحواض بها مياه من نيل مصر الذى عندما يشرب منه أى زائر يعود إليه مرة أخرى وطوال رحلتك عبر شارع خان الخليلى تقابلك وجوه البائعين المصريين وعابرين السبيل والبسطاء والجالسين على المقاهى ذات المقاعد الخشبية العتيقة بعبارات ترحيب حتى وإن لم تكن تعرفهم وإبتسامة تحمل الكثير من الحب ثم تسبح فى فضاء هذا الشارع التاريخى لتصل إلى أحد الأزقة المتجهة من شارع “الموسكى” لتدخل إلى عالم خيالى من العطور وروائح البخور الطيبة فتجد الأجواء معبئة بروائح الياسمين والعنبر والمسك والمئات من العطور التى تأتى جاهزة للإستعمال أو يركبها لك البائع بمنتهى الحب حتى تصل إلى “دكاكين” البخور العتيقة التى تكتظ بالزبائن لشراء المستكة ولبان الذكر الذى يمنع الحسد وهو ما يجعل لذلك الشارع طبيعة خاصة تأثر كل من يزوره وتجعله يرجع له مرة أخرى عند أول زيارة لمصر ، ثم يقابلك الجامع الأزهر وهو الجامع الذى تخطى عمره الألف سنة فالأزهر كان ولازال له التأثير الأكبر والأعمق فى نفوس المصريين والمسلمين وخرج منه الكثير من العلماء أمثال الشيخ حسونة النواوى وشمس الدين الألبانى ومحمد مصطفى المرغى ومحمد مأمون الشناوى