[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد فلاته[/COLOR][/ALIGN]

في هذه الأيام المباركة نحن قادمون إلى مناسبة عظيمة .. من مناسبات المسلمين التي تطل عليهم في كل عام ..ومؤتمر من مؤتمراتهم العظيمة .. الذي تجتمع فيه امة الإسلام .. في صعيد واحد .. وفي ذي واحد وتحت سماء واحدة .. والكل منهم يتوجه إلى إله واحد ورب واحد ….. تلهج السنتهم بذكر واحد، وتخفق قلوبهم بمناجاة الواحد الأحد ( لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك .. ) هذا الذكر الذي يعني التوحيد الخالص والعقيدة الخالصة.
في هذا المؤتمر تتساقط وتتلاشى فيه كل الرتب والامتيازات.. فالكل يرتدي الإزار والرداء ن والكل حاسر الرأس ن والكل يمتثل أمر المولى عز وجل والكل ينادى بكلمة (يا حاج) دون أدنى امتيازات في الحسب أو النسب أو المال .. فتظهر في هذا المؤتمر وحدة المسلمين في ندائهم ..(لبيك)).. وفي زيهم..((الرداء)) وفي توجههم نحو المشاعر.. فيختلط الأبيض بالأسود والأحمر بالأصفر والعربي بالعجمي والغني بالفقير والكبير بالصغير يسيرون في خطى واحدة ..( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) المؤمنون52.
ومادمنا قادمون على هذا المؤتمر العظيم .. فحري بنا أن نقف معه وقفات ..فالحج أحد أركان الإسلام ومبانيه العظيمة.
الوقفة الأولى: على الحاج أن يتعلم شيئاً من فقه مسائل الحج.. وهذا الأمر يسير ومتوفر عبر المحاضرات ودروس المساجد وسؤال طلبة العلم ومراكز الإفتاء ومكاتب الدعوة والإرشاد.. فيتعلم مساءل المواقيت الزمانية والمكانية و واجبات الحج وسننه ومبطلاته ونحو ذلك من الأمور المهمة.
الوقفة الثانية :الحج تربية عملية فالمولى عز وجل يقول(الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى و اتقون يا أولي الألباب)) البقرة197 والرفث عند أهل العلم.. هو الجماع ومقدماته.. والفسوق يقول الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله.. الفسوق جميع المعاصي ومنها محظورات الإحرام ن والجدال هو الممارة والمنازعة والمخاصمة .. انتهى كلامه ويدخل في هذه الآية القيل والقال وسماع الباطل والمكوث أمام الفضائيات الفاسدة وإضاعة الوقت في ما لا ينفع.. بل على الحاج أن يشغل وقته في الذكر والعبادة .
وعلى كل حاج أن يقف أمام هذه الآية قراءة وتفسيرا وعملا ً ليأخذ منها أصناف الدروس التربوية والعبر النافعة.
الوقفة الثالثة: من شروط الحج القدرة .. فالحج لمن استطاع إليه سبيلا.. والقادر هو من يستطيع أن يحج مع أدنى الحملات أجراً.. أو لديه القدرة على الاستئجار في المشاعر المقدسة.. ولا يجوز للحاج أن يخالف طاعة ولي الأمر فيفترش الطرقات والأرصفة ونحوها فيضيق على المسلمين ويعصي ولي الأمر والمولى يقول( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ..)النساء..والمفترش يهين نفسه بالمكوث في الطرقات طيلة أيام الحج.. والمفترش يعقب خلفه أنواع الأذى للغير.. فأين يقضي حاجته؟ وأين يترك مخلفاته ؟.. ومع هذا وذاك فهو يضيق على غيره من الحجاج وعلى المارة.. قد يقول قائل من المفترشين((جات علي) فنقول.. المفترش لن يكون واحداً.. ولن يكون المفترشون ألفاً ..او الفين بل حديثنا عن ( 200 ـ 400) الف مفترش كما تذكر بعض الإحصاءات .
الوقفة الرابعة: من وفق للحج عشرات المرات أو حول ذلك وليس هو من الدعاة أو المسؤولين عن الحجاج فليترك الحج لمن لم يحج وليتصدق بماله لمن لم يحج فيكون له من الأجر المثل.
الوقفة الخامسة : من وفق للحج.. فعليه قدر المستطاع الحفاظ على نظافة الحرمين والمشاعر المقدسة وليتصور نفسة المسؤول الأول عن نظافة الحرمين الشريفين والمشاعر وما يلحقهما من مرافق وليعلم قوله تعالى (( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) الحج 32
اسأل المولى ان يكتب الحج لمن لم يحج .. انه ولي ذلك والقادر عليه.
ص.ب 105439ـ41321
Mabw123 @GMAIL.COM

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *