وفيات الاعيان من علماء وقضاة البلد الحرام .. الشيخ عبدالملك بن دهيش (1360 – 1434)هـ
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أ. د. حسن بن محمد سفر[/COLOR][/ALIGN]
ودعت العاصمة المقدسة وام القرى احد اعلامها من العلماء والفقهاء وقضاة البلد الحرام ذلكم الطود الشامخ والقاضي اللامع والفقيه المحنك والبحاثة المتمكن فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالله بن دهيش اكرمه الله عز وجل بشرف الخدمة في اشرف البقاع وحبه أهلها بما يتميز به من ادب وخلق رفيع رحمه الله اضافة الى ذكاء وسرعة بديهة .. زرته في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومكثت عنده ما يقارب ساعة وكلما هممت بالاستئذان طلب مني البقاء رحمه الله ودار الحديث عن ملازمته للعلامة الشيخ حسن المشاط معاون رئيس المحكمة الشرعية بمكة وكان الشيخ عبدالله رئيساً لها وقد اوصاه بالاستفادة من علم وفقه ذلك العالم ومراجعته في الاحكام والامور القضائية وعلمه كما يقول رحمه الله حزمة النقل في تسبيب الاحكام واخذها من بواطن كتب المذاهب الفقهية ولما ادرك ولمس الشيخ المشاط فيه الذكاء والفطنة دفع اليه بعض القضايا للنظر فيها وهو يتابعه وهذه الاتصالات والملازمة لشيخه كانت بدافع من والده الذي يعرف اقدار الرجال من العلماء والقضاة وذكرني ذلك المجلس وهو على كرسي المستشفى رحمه الله انه ايضا تعلم فن القضاء وحنكته ودروبه من معالي الوالد السيد عبدالرحمن المرزوقي القاضي بالمحكمة والمستشار بالديوان الملكي رحمه الله لما له من تجارب عملية وسير لاحوال الدعاوي والمتقاضين فالشيخ عبدالملك رحمه الله كات منجماً من مناجم الفهم القضائي وجل احكامه لم يعترها النقض لانه صاحب اطلاع وتواضع في كتب العلم والاستئناس بالسوابق القضائية وختم الله له الحياة الطيبة بان اخرج من الموسوعات وتحقيق المخطوطات المتنوعة التخصصات الشرعية القضائية واخبار البلد الحرام وولاة مكة العظام وحدود الحرم والمشاعر وهو بحق وحقيقة ملأ كرسي القضاء ورئاسة الحرمين وتعليم البنات فكان موفقا شجاعاً صانعاً للمعروف يساعد طلاب العلم من المعلمين والمعلمات والباحثين ويمدهم بالاسفار النافعة. فرحم الله هذه الثلة المباركة من العلماء والقضاة والعزاء موصول لاهل بيته وابنائه ونخص الاخ الدكتور عبداللطيف وابنه الدكتور هشام واخوانه و\”إنا لله وإنا إليه راجعون\”.
التصنيف: