في ذكري وفاة الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، رأيت أن اذكر جزء صغيرا من الجانب الاقتصادي لدولة كوبا التي كانت من أوائل دول العالم حصولاً على (الدعم البديل) كما سنوضح لاحقا.

كان الاتحاد السوفيتي من أوائل دول العالم التي تبنت نظرية شراء المنتجات بدلاً من (الدعم النقدي المباشر) كما فعلوا مع كوبا كاسترو.

ولعلكم تذكرون قيام الرئيس السوفيتي كروت-شوف (خروتشوف) في زمن الحصار التجاري الذي فرضته أميركا على دولة كوبا بشراء كل ما ينتجه السوق الكوبي من قصب السكر والأخشاب والسيجار..حتي وصل التأثير الايجابي للعملة السوفييتية لجميع الطبقات الاجتماعية في كوبا…مما مثل حماية اقتصادية لدولة كاسترو من الانهيار التام نتيجة الحصار الامريكي الذي تم فرضه على السوق الكوبي بسبب استضافتهم للبطاريات النووية الروسية وتوجيهها نحو الجزء الشمالي من القارة الامريكية.

تلى ذلك.. استبدال دول العالم الحديث (نظام المعونات النقدية) التي يتم التبرع بها (بالنظرية السوفييتية التي تقضي بشراء المنتجات بدلاً من التبرعات النقدية المباشرة التي يتم هدر جزء كبير منها غالباً في دعم الطاقة ودفع المرتبات في دول معروفة بالتوظيف الحكومي العشوائي لامتصاص البطالة حيث أن شراء الدول المانحة من (مزارع الدول الفقيرة) سيدعم كل الطبقات الحرفية التي تتقاطع مع دائرة الفلاح البسيط! كالخياط الذي يكسي ابناء الفلاح.. والسباك الذي يصلح منزل الخياط.. والخباز الذي يطعم عائلة السباك… كالحجر عند قذفه في الماء… تتسع دوائر أثره كلما ابتعدنا عن المركز.

ولعل ذلك هو السبب الرئيسي وراء قوة الاقتصاد الأوروبي … حيث تصل خيرات صادراتهم (لأصغر فرد ساهم في صناعة المنتج) بعد أن قامت حكوماتهم بدورها الأساسي (فتح قنوات تصدير للمواطنين ومساعدتهم على تطوير منتجاتهم) كما حصل مع الحكومة الكورية التي قامت بشراء المصانع المضطربة مالياً واعادت هيكلتها ثم باعتها مجدداً للقطاع الخاص

ثم اكتملت دوائرهم الاقتصادية بفرض رسوم علي الصادرات… فيتم تمويل كامل للحكومة المركزية التي ساهمت في نقل (منتجات مواطنيها) للسوق العالمي عن طريق (صياغة شتى الاتفاقيات مع الدول الشارية) وخلق ميزان تجاري مدروس تتحكم فيه الحكومة / وليس اعتباطي يتحكم فيه التاجر وسعر صرف العملة.
لذلك فإن شراءك منتجات الدول الصديقة الفقيرة يحقق التكافل الإسلامي الحقيقي الذي سبقتنا اليه الكثير من الدول المتقدمة، فيما لاتزال الدول العربية تقبع في نفس خندق الدعم النقدي المهدر.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *