وعد الشمال.. الخير القادم
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. علي عثمان مليباري[/COLOR][/ALIGN]
خلال زياراته التفقدية لأرجاء الوطن إبان توليه زمام الحكم في البلاد كانت المنطقة الشمالية إحدى المناطق التي حظيت بوعود التنمية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حينها تبادل أبناء المنطقة الأحلام مدركين قدرة ولي أمرهم بتوفيق الله على رسم مستقبل واعد لتغيير الواقع التنموي لمنطقتهم التي عاشت طويلاً على هامش التنمية. إعلان إنشاء مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية من خلال جلسة مجلس الوزراء يوم 28 /03 /1433 ه أكَد تحقيق تلك الأحلام ليسهم هذا المشروع الضخم في دفع عجلة التنمية ودعم الاقتصاد لمنطقة الشمال والمملكة بشكل عام ويضيف نحو 15 مليار ريال سنويَاُ إلى الناتج المحلي كأحد الروافد الطبيعية للبلاد.
الملك المحبوب الذي يوجه دائماً لتوزيع التنمية بتوازن وشمولية على جميع أنحاء المملكة لتخدم جميع أبناء الوطن خاطب شعبه متواضعاً أثناء استقباله للمشاركين في اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري يوم الجمعة الماضية \” ما صار حتى الآن ما زال دون المأمول.. وفي رأسي الكثير من الأفكار والطموحات لتقدم بلدنا\”.
خبر إنشاء مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية لا تتمثل أهميته في كون تلك المدينة ستمثل نقلة نوعية وتاريخيَة في حياة المنطقة الشماليَة وأبنائها ورافداً قويَاً للاقتصاد الوطني فحسب وإنَما يؤكد أيضاً على قوة وثبات ونمو الاقتصاد الوطني أمام تداعيات وتأثيرات الأزمة المالية العالمية وفي ظل ظروف سياسيَة صعبة وملتهبة تعيشها منطقة الشرق الأوسط. المشروع يشمل إدخال شركة معادن للصناعات الفوسفاتية وربط مدينة وعد الشمال بمشروع سكة حديد وإنشاء محطة للركاب من أجل أن تهيأ للمدينة كل البنى التحتيَة اللازمة وتوفَر لها جميع التسهيلات الضرورية حتى تشكل نقلة نوعيَة جديدة في اقتصاد المملكة تسهم في تنمية الصناعات غير النفطيَة من خلال إيجاد فنون صناعية متنوعة تستغل الثروات الوطنيَة الأخرى المخزونة في أراضينا الغالية.
مزايا كثيرة ستوفرها مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية منها جلب الاستثمار كونها ستصبح بيئة جاذبة للاستثمارات الصناعية التحويلية الأخرى وتوفير فرص عمل عديدة قدرت في حدود 24700 وظيفة وتوقف سيل الهجرة من مدن منطقة الشمال إلى المدن الكبرى وكل هذا بلاشك سيسهم في تفعيل دور منطقة الشمال في المملكة ويرفع من نمط تعجيل التنمية فيها ويعزز من إسهام القطاع الخاص في التنمية الاقتصاديَة والاجتماعيَة.
ولكن تفاصيل المنجز الصناعي الضخم قد تخلق أسئلة مشروعة يرغب بعض المواطنين معرفة إجاباتها بدءاً من معرفة تاريخ بداية المشروع ومتى سيتم الانتهاء منه بالتحديد، وهل تتجاوز التنمية والطفرة الصناعيَة محيط مدينة وعد الشمال الصناعيَة إلى مدن منطقة الشمال ليستفيد منها سكان هذه المدن الذين ينتظرون بفارغ الصبر قطار التنمية الموعود بدلاً من حدوث خلل وفجوات تنمويَة بين تلك المدن، وهل تشمل خطة عمل المشروع دعوة شباب المنطقة لتدريبهم وتأهيلهم وجعلهم قادرين لقيادة وتشغيل المدينة الصناعيَة عند الانتهاء من تنفيذها، ولعل مشروع ضخم كهذا من شأنه أيضاً أن يسهم في تطوير مرافق وخدمات التعليم والصحة وتحسين الخدمات الحكوميَة الأخرى في المنطقة بالإضافة إلى الاهتمام بجامعة الحدود الشماليَة الناشئة من خلال تطوير النظم والكوادر وتنويع التخصصات التي تتواكب مع التنمية المنشودة .الأمل كبير في الجهات التنفيذيَة المعنيَة في أن يحظى هذا المشروع الضخم باهتمام بالغ وسرعة الإنجاز ودقة التنفيذ استجابة لرؤية القيادة الرشيدة وتلبية لطموح المواطنين.
التصنيف: