وعادت الابتسامات
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بشير علي كردي[/COLOR][/ALIGN]
التقيت في الأمس القريب مع الصديق الياباني على شاشة الإنترنت، استفسر عما إذا كنت سأمضي أيام إجازة نهاية السنة في أسبانيا ففي نيته القيام بجولة أندلسية تشمل غرناطة وقرطبة وأشبيلية في الأسبوع الأخير من هذا العام، رحبت كثيرا بمقدمه ورجوته التأكيد لأعمل على برنامج رحلة الأندلس.
عاود الاتصال هذا الصباح مؤكدا يوم الوصول، ومن حسن الصدف أن الجارة رشا كانت بجانبي ونحن ندردش عبر هذه الشاشة الإلكترونية الساحرة، فرحبت بمقدمه وبأنها ووالديها سيكونون سعداء للغاية إذا ما اتسع وقته لمشاركتهم عشاء ليلة رأس السنة واغتنمت المناسبة لتسأله عما سيدونه في مذكراته عن عام 2009، فأجابها: بداية مؤلمة ونهاية مؤلمة وبينهما حدث تاريخي لم يخطر على بال بشر، وهو صعود رئيس ملون ومسلم بالولادة إلى سدة رئاسة الدولة الأقوى في العالم. هزت رشا رأسها على طريقة والدتها وهي تعبر عن الموافقة واستفسرت عما يعنيه بالبداية والنهاية المؤلمتين فقال البداية هي الغارة الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة وما صاحبها من فقد أرواح وهدم منازل وتشريد أطفال وأرامل وحصار لا يزال قائما حتى اليوم، والنهاية غارة السيول الهادرة التي هاجمت أحياء الفقراء في مدينة جدة فقضت على حياة المئات وهدمت منازل وقضت على بنية تحتية وممتلكات. ردت رشا بقولها معك حق، غير أن العام لم ينته بعد، فما زالت بيننا وبين نهايته أيام يبدو أنها ستكون أياما سعيدة ، فبالأمس استعاد شعب المملكة العربية السعودية ابتسامته بعد مآتم جدة، وها هو يحتفل بعودة أحب الناس إليه بعد غياب طويل عن الوطن، عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالتكليف وأمير قلوب الأندلسيين بالاختيار والحب والتقدير. يبتسم الصديق الياباني لرشا وهو يرى وجهها وقد ازداد إشراقا وهي تذكر تنصيب الأندلسيين للأمير سلمان أميرا عليهم بالاختيار، فبادلها بابتسامة عريضة وبالقول إننا نحن أيضا فرحون بعودة سمو الأمير سلطان سالما معافى إلى بيته وأهله وشعبه، ونقدر لسمو الأمير سلمان تفرغه لمؤانسة شقيقه طيلة مدة علاجه خارج المملكة، ولم أستغرب ذلك لما عرفت وقرأت عن شيم العرب وسلوكياتهم، ولا أكتمك سرا إذا قلت لك يا رشا بأن للأميرين الكريمين رصيد حب كبير لدى اليابانيين ، لا ننسى أن سمو الأمير سلطان هو من أوائل أشبال الملك عبدالعزيز الذين زاروا اليابان وأقاموا جمعية الصداقة السعودية اليابانية، و لا ننسى أيضا أن لسمو الأمير سلمان اليد العليا في الحصول على موافقة خادم الحرمين الشريفين شراء مقر لسفارة المملكة بطوكيو يدل على متانة وقوة العلاقات الوطيدة بين بلدينا فكان المبنى الحالي الذي يعد من أفخم وأجمل مباني البعثات الدبلوماسية الأجنبية في طوكيو، وأضاف أنه كان من بين من حضروا حفل افتتاح المبنى وشاهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (وقتها ولي للعهد) وهو يرفع الستار عن اللوحة التذكارية، ومن ساعتها عرف بأن اليد الغربية للقارة الآسيوية قد تلاقت وبحب مع يدها الشرقية بما سيعود بالخير على البلدين الصديقين.
وانتهت المقابلة بتبادل أطيب التمنيات لعام قادم وبأصدق التهاني للمملكة حكومة وشعبا بعودة ولي عهدها الأمين.
التصنيف: