وطن .. ما بين باب الشمس أو تحتها
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صلاح حميدة[/COLOR][/ALIGN]
كتب بنيامين نتنياهو كتاباً عن دولة اليهود التي أقيمت في ( مكان تحت الشمس) للشعب اليهودي الخارج من الهولوكوست، وأظهر في هذا الكتاب أفكاره وآرائه العنصرية التي مضمونها تلك الأفكار التي عانى منها اليهود منذ محاكم التفتيش في الأندلس مع المسلمين، وتلك الأفكار التي سادت في روسيا القيصرية التي اضطهدت اليهود، وما جرى بحقهم فيما بعد في أوروبا الغربية وتحديداً في ألمانيا النّازيّة، ولم يذكر أنّه عندما وقع الظلم عليهم في تلك الأماكن كان ملاذهم وحمايتهم في أرض العرب والمسلمين.تلك الدولة التي أقيمت تحت شمس بريطانيا الاستعمارية العنصرية التي سلبت أرض الفلسطينيين ومنحتها لشعب غريب عنها، تحدث عن الموضوع بمهارة من يقلب الحقائق ويتجاهلها ويعتقد أنّ النّاس من الممكن أن تصدّقّها، فشمس دولة نتنياهو هي تلك الشمس التي لا تشرق إلا على العنصريين والقتلة وسارقي أراضي وموارد وحقوق غيرهم، شمس لا تشرق إلا على العنصريين والمنافقين، فشمس الحق لا يمكن أن تشرق على دولة قامت على عذابات الشعب الفلسطيني.
يستثمر نتنياهو جريمة الهولوكوست في سبيل تبرير بحثه وبحث شعبه عن \” مكان تحت الشمس\” وهو في مخيّلتهم فلسطين كمرحلة أولى، ولكن هذا التبرير لا يمكن أن يتم هضمه تاريخيّاً وحقوقياً، ولا يمكن أن يمر وكأنّ شيئاً لم يحدث، فمحاولة التصوير أنّ تجهيل المعلوم في ذكر \”مكان تحت الشمس\” في سبيل الايحاء بأنّ أصحاب هذا التيه يبحثون عن الخلاص في مكان تظلهم فيه شمس، كأن يقال ( وطن بلا شعب، لشعب بلا وطن) ولكن هل قام وطن للحركة الصهيونية العنصرية تحت شمس حقيقية كما باقي البشر؟ الجواب أنّ وطناً في مكان تحت شمس ومظلة الاستعمار العالمي قام لهم، وطن خلف الجدران وبين واقيات الرصاص والبوابات الالكترونية، وطن الخوف والرهبة من اليوم الذي سيصحون فيه ولن يجدوا فيه هذا الوطن وربما لا تشرق عليهم وعليه شمس، فشمس الظلم غائبة وشمس الله لاتغيب.
على الطّرف الآخر من معادلة الظلم والقهر يقف الفلسطيني على باب وطنه منتظراً شمس العدالة والحرية والانعتاق من الاحتلال، ينتظر فتح باب الوطن ليعاود عيشه فيه بكل حرية وكرامة، باب لا يفتح الا لصاحب البيت الذي يحتفظ بمفتاحة و ( كوشان الطابو)، باب لا يفتح الا لصاحب الأرض حارثها وزارعها، باب يفتح لمن أحب وطنه بشكل طبيعي لا لمن استولى عليه بقوة السلاح واغتصبه بغطاءٍ ظالمٍ من شمس الاستعمار الغائبة لا محالة.شمس قوّة الحق تُفزع نتنياهو ومن يعيشون معه تحت شمس الظلم والقهر والغدر من فكرة أن يطرق صاحب المكان باب بيته معلناً أنّ هذا المكان إسمه وطن، وأنّ باب هذا الوطن يمثل للفلسطيني باب شمس الحريّة والنور والفرحة والأمل والمستقبل والموت والحياة والجنة والأرض، يعيشون فيه ويموتون عليه ويدفنون في أرضه ويبعثون عليها ويحشرون فيها، شمسهم لا تغيب، وشمس الاحتلال إلى زوال.
التصنيف: