[COLOR=blue]أحمد محمد باديب[/COLOR]

كم أسعدني تكريم خادم الحرمين الشريفين صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة الفيصل رئيس جمعية النهضة النسائية و عضو مجلس الشورى الموقرة . و الحقيقة أن الأميرة قد حظيت بحكمة بالغة ورجاحة عقل ظاهرة أشبهت بذلك والدها الملك فيصل رحمه الله , كما حظيت برقة قلب و طيب معشر حاكت بذلك والدتها الأميرة عفت الثنيان.
ولا شك أن من يجمع هذه الخصال الطيبة و الصفات الحسنة لا شك أنه شخص عظيم . وقد عرفت سموها معرفة تشكلت بعد عمر مديد فلم أكن أقابلها لامر من الأمور قط ولا لحاجة من الحاجات حتى وإن كانت تخص أكثر المواقف شدة إلا و يعلو وجه سموها ذلك الوقار مع البسمة الحانية والكلمات الرقيقة.
إن صاحبة السمو الملكي مثال للعقل و الرحمة مع التواضع لا تسمع منها إلا ما يوافق العقل في أغلب حديثها , أما في ما يخص بذل المساعدة و إشاعة الخير فلا ترى منها إلا نبضات الرحمة و ردود الفعل التي تشجع الكل على فعل الخير و إشاعة الرضى .
لقد كانت تسمع أكثر مما تتكلم , وردودها تغني عن كثير من الإجابات , لها قدرة ساحرة على تجميع الناس على فعل الخير وكان يتنافس أعضاء جمعيتها على البذل و العطاء لظن كل واحد منهم ممن يتعامل معها أنه الأهم في تنفيذ قرارتها و إيصال أعمالها الخيرية إلى الناس .
تمتاز الأميرة العظيمة سارة الفيصل بما يمتاز به كمل الرجال من الصبر على النائبات و الجلد في النازلات مع حضور يفتقد إليه الكثير من أهل الفكر و الرأي ,و كانت مع ذلك لا تترك فرصة من الفرص التي يشيع فيها السرور و الفرح إلا و تكون على رأسها في المناسبات و الأفراح .
و كانت تعامل أفراد عائلتها بخصوصية تجعل الكل يلجأ إليها في الملمات فكانت الملجأ للصغار و الوجيهة للكبار لا يرفض لها طلب ولا يخلو من وجودها مكان له اعتبار عند هذه العائلة الكريمة .
صاحبة السمو لا تغضب إلا بعد التأكد مما نما إلى علمها من الأمر المغضب , حدت حدوداً لا تسمح لأحد بتجاوزها إلا على سبيل المحبة و القرابة , تكره المبالغة في كل شيء , في الفرح و الحزن فكانت وسطاً في أمورها , و في قلبها حب عظيم لكل الضعفاء يرى في عينها الحزن عند ذكر المحرومين . لقد استطاعت أن تترك أثراً طيباً في قلب كل من عرفها , هذا الأثر كالوسام يذكر بمقلدته , و استطاعت بصنائعها أن تتوج رؤوس الكثير ممن قصدها . فلله درها و در أبيها و أسرتها الطيبة ، و لله در خادم الحرمين الشريفين الذي يعلم أماكن الاستحقاق و مواطن التكريم فلا يكون إلا في مكانه و للشخص الذي يستحق ذلك فعلاً ,
نبارك لإنفسنا و لسموها هذا التكريم وإلى مزيد من العطاء يا أم الضعفاء يا سارة الفيصل.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *