وزير العمل لا تفقد الأمل

• د. منصور الحسيني

كما هو واجب الكاتب أن ينتقد المسؤول فعليه بالمثل الدفاع عنه عندما يواجه حملة غير منطقية مثل التي يتعرض لها معالي وزير العمل، والمؤسف أن سببها هو عمل الوزارة لتشغيل النساء اللائي يمثلن نصف المجتمع! هذه الحملة المخجلة يقوم بها مجموعة تعتقد أن عمل النساء لا يتماشى مع فكره الفقهي ويقدمون وجهة نظرهم بشكل غير لائق بل أحسبه يصل إلى العمل الجنائي لأنه يتعرض لشخص الوزير الذي هو ممثل للحكومة ولا يمثل نفسه.
هل يعلم هؤلاء المتنطعون كم نسبة النساء في الوطن؟ هل يعلمون ما هو سبب تفشي الانحراف في أغلب المجتمعات والذي يعود لقلة فرص العمل الشريف؟ هل سوف يصرف أتباع الأهواء هؤلاء على الأرملة والمطلقة أو حتى العازبة التي لا تجد مصدر دخل يجعلها تعيش حياة كريمة أم أن الأنثى خلقت لكي تكون عاطلة؟ هل نحن بدع من الأمم حتى من كانوا في زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ ألم يعين سيدنا عمر بن الخطاب أحد النسوة لتراقب أعمال الرجال في الأسواق؟.
هل يظن هؤلاء أنهم خير خلق الله وأن باقي المجتمع من الفسدة؟ هل قاموا باستفتاء عام وتأكدوا أن الغالبية النسائية ورجالهم تؤيد توجههم الغريب؟ عليهم أن يتقوا الله وأن يعرفوا أن حملاتهم هذه غير شرعية بل بعضها يصنف كعمل ظالم عندما يؤلب المجتمع على أحد وزراء الحكومة يعمل لمصلحة الوطن والمواطن وليس لمصلحته الشخصية، وكيف يسمحون لأنفسهم باتهام الحرائر بإنعدام الشرف والعفة بسبب أنهم شاهدوا نماذج محدودة لا تمثل جميع نساء المجتمع الذي يمثلهم؟
لابد أن يعي هذا المتنطع أن قوله تعالى “وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه” تعني الجنسين وليس الرجال فقط، فهل يستطيعون منع المتبرجات اللاتي يرمين بالحجاب مع إقلاع الطائرة خارج الوطن أم أنهم تخصصوا في فرد عضلاتهم على من تريد أن تعف نفسها بعمل شريف (مالكم كيف تحكمون) ولماذا تريدون للأنثى السعودية أن تكون خاضعة للرجل في كل أمور حياتها حتى في مصدر رزقها؟ هل لكي يجمع كل رجل أربعة منهن لا يستطيع هو نفسه تلبية احتياجهن وأبنائهن؟
نحن لا نشجع أي عمل باطل ولكن لا يجب أن تترك الأمور للأهواء الشخصية ومن يعترض يتحكم في من يعول فقط، وأهيب بالجهات المعنية توجيه الإدعاء العام باقامة الدعوة على كل من يستغل وسائل التواصل للنيل من نساء المجتمع في أخلاقهن أو بأي مسؤول بدون وجه حق، الوطن للرجال والنساء وهذه الأفعال تسئ لمن هي الأم والأخت والبنت وتجعل الأجيال من فعلكم تحتار.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *