[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

من المشاكل التي تواجه الدول العربية يتصدر الإعلام غير الناضج والذي يسيء استخدام مساحة الحرية الممنوحة، قد تبدو المقدمة وكأنها نتيجة مستخلصة من الأحداث ولكن المؤسف أنها حقيقة حصلت معي وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك مراهقين في الإعلام لابد من الانتباه لهم حتى لا يكونوا سبباً في خلق مفاهيم مغايرة للواقع دعماً لأهداف شخصية.
في الشهر الماضي اتصلت بي قناة محلية خاصة لديها برامج متعددة ومنها برنامج نقدي وطلبوا مني تسجيل مداخلة عن وزارة العمل بحكم أنني ظهرت في برنامج في قناة الآن كان مخصصاً للبطالة في السعودية، وبحكم اعتباري موضوع البطالة مسؤولية اجتماعية يتحتم علينا جميعاً مواجهتها وافقت على الطلب وحضر لمكتبي ممثل البرنامج ومصور وتم تسجيل مداخلة تجاوزت الخمس عشرة دقيقة تقريباً حاولت فيها مخلصاً تقديم ما اعتقد أنه قد يساعد المسؤولين في وزارة العمل لتقديم المزيد.
المفاجأة كانت أن الإخوة في البرنامج الذي عندما عرض لاحظت تحاملهم على وزارة العمل من قبل بث مداخلتي والتي بعدها تأكدت أن الحلقة للأسف مشخصنة ضد وزير العمل أو وزارته لأنهم حسب مقدم البرنامج لم يتجاوبوا معه، الدليل على ذلك قيام البرنامج باقتطاع جمل قوية وجافة لعبارات من كل المقابلة بحيث يتوهم المشاهد أنني أيضاً ضد وزارة العمل مع العلم أن نص الكلام كان غير ذلك كلياً.
المشكلة أنني من المؤمنين بقدرات معالي وزير العمل وقد كتبت مقالاً يوضح هذا بعد صدور قرار تعيينه وزيراً بيومين مباشرةً لمعرفتي الشخصية بقدرات معالي المهندس عادل فقيه الذي عملت لفترة قصيرة كمستشار غير متفرغ لأمانة جدة فترة قيادته وهو من القلائل العارفين بسراديب التجارة وتمرس في الإدارة الحكومية وهذا يكفي لأن يكون وزير عمل مميزاً ونتائج الوزارة حتى الآن تؤكد ذلك مع استمرارنا بالمطالبة بالمزيد ومحاولة تقديم ما يزيد.
لابد أن يعرف شباب الإعلام أن الخلط بين الشخصنة التي كانت في الماضي ومساحة الحرية الإعلامية في الحاضر لا ينتج غير مصائب وخلط في التوجهات ينعكس سلباً على الجميع و المتضرر الأول هو الوطن بالذات عندما تكون القناة أو البرنامج يحاول خدمة الوطن ولكن لا يصح ترك القرار في هذا المجال الذي لا يتحمل الخيال.
أنصح كل من يطلب منه مداخلة في برنامج أن يشترط البث على الهواء أو تسلم نسخة من التسجيل في الحال حتى لا نترك المجال للبعض بتقمص شخصية الإعلامي المثير وهو في الحقيقة يود فقط أن يثير ولا يعلم أنه يتحكم في المصير، ولهذا لابد أن تسند قيادتهم لخبير لا نريده أن يعيدنا لزمن الحصير ولكن نحتاجه متعلماً ناضجاً بصيراً.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *