وزارة التجارة و بناتها العوانس

• د. منصور الحسيني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

حسب علمي أن أية شركة أو مؤسسة تجارية تعرض منتجاتها للمجتمع لابد أن تخضع لنظام وزارة التجارة وهي من تسمح لها بالتأسيس أو بالنزول للناس كشركة مساهمة لتجمع منهم الأموال وعليها علاوة إصدار. كذلك حماية المستهلك ومراقبة الغش التجاري تعتبر من أساسيات مهام وزارة التجارة التي يجب أن تعامل الجميع بالنظام بل من واجبها حماية من يدفع المال من ظلم من يأخذ هذا المال ولا يعطي المقابل المتفق عليه بكل دقة وتعاقبه في حالة الإخلال لأن هذه أموال عيال الحلال.
لكن ما نشاهده يوحي وكأن للوزارة شركات محصنة تراهم يأخذون الأموال ويبخسون العميل في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع الوزارة دون أن تحرك ساكناً و كأنها تقول للمستهلك: هذه شركات كبيرة ما أقدر عليها وما لك غير المحاكم، طبعاً لن يشتكي أحد لأن مواعيد المحاكم تخلي الهم على النفس حاكم.
سوف أذكر أشهر ثلاث جهات تأخذ الأموال وعندما تقصر في تقديم الخدمة تقول للعميل \” عزيزنا العميل تهمنا خدمتك بطريقتنا\” طبعاً كلهم عارفين أنهم عند وزارة التجارة محصنون، الاتصالات و الكهرباء ومعاهم الخطوط الجوية، ينقطع الهاتف، تقطع الكهرباء، تتأخر رحلتك أو تلغى لا مشكلة، في الغالب لن تجد اعتذاراً و لن يعوضك أحد عن أي أضرار لأن لسان حالهم يقول: أنت عميل ولنا حق عليك أن نميل، العكس صحيح فلو تسبب أحدنا لهم بشبه تقصير يجد الجميع متعاوناً مع الحوت الكبير ضد العميل الصغير وتتم متابعته إلى أن يُطبق عليه النظام الذي بيدهم لأنك في حاجتهم. فلماذا كل هذا؟
أليسوا من يتشدقون بالأرباح ويتمتعون بكل ماهو متاح؟ أليسوا من يأخذ المقابل دون رقيب؟ هل وزارة التجارة من صرح لهم أم أنهم شركات من الفضاء؟ لماذا لا يتم حسابهم على الأقل لكي يتحسنوا؟ لأنهم طالما عملوا بدون رقيب فلن يجبرهم حالهم على التطوير وبالذات في حال عدم وجود المنافس القدير.
لابد أن تخصم شركة الكهرباء كل دقيقة تفصل فيها التيار من الفاتورة وتعطي المشترك تعويضاً مشابهاً لأن هذا الفصل إما بسبب اعطال تتحمله أو من أجل عميل جديد تكسبه، ويسري الحال على الاتصالات و كذلك الخطوط الجوية التي أقرت نظام خصم مبلغ من قيمة التذكرة في حالة الحجز و الغياب ولم يُقَرَر شيء ضدها لما تفعله في الركاب عندما تكون طائراتها في غياب ويصيب العملاء الاكتئاب.
وزارة التجارة مطالبة بتحقيق العدالة في الأعمال التجارية، وهي بذلك تؤدي خدمة لهذه الشركات التي بسبب عدم وجود رقابة تحاسبهم و تعاقبهم ساء حالهم وسوف يزداد سوءً إذا ما تركناهم على منوالهم لأن الشركة مثل النفس ولذلك لها شخصية اعتبارية والنفس قد تشب على الرضاعة و إذا ما فطمتها تفطم، ووزارة التجارة تعتبر أم الشركات ونأمل منها أن تفطم بناتها الكبار، أما بالنسبة لعيال أختها البنوك فقد قال حكايتهم الروائي عبده خال من يومين، بس ماعندك أحد شغالين بالرضاعة و(البزازة).
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *