[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مازن حماد[/COLOR][/ALIGN]

«لست خائفاً من بيبي نتانياهو ولن أكون ورقة توت له، بل سأكون الوزن المقابل الذي يضمن عدم تشكيل حكومة يمين ضيقة في إسرائيل». هذه العبارة التي قالها زعيم حزب العمل إيهود باراك لأعضاء حزبه لدى محاولته إقناعهم بانضمام الحزب إلى حكومة نتانياهو الائتلافية، لم تعبر عن الحقيقة بل عن عكسها تماما.
ذلك أن باراك خلع أخيرا زيه اليساري المزعوم وارتدى الزي الليكودي وأصبح يمينيا أكثر من اليمينيين. وإذا كان من شيء صحيح يمكن قوله في تحالف العمل مع الليكود، فهو أن باراك استطاع أن ينتزع من اللجنة المركزية لحزبه الموافقة، ولو بأغلبية ضئيلة، على أن يلعب العمل دور ورقة التوت، وليس أي شيء آخر لتجميل الوجه البشع لحكومة نتانياهو في المحافل الدولية خاصة أمام الولايات المتحدة التي سبق وأن ساعدت على إسقاط حكومة ضيقة أخرى ذات توجهات يمينية قادت إسرائيل في الأعوام من «1996» إلى «1999».
وينظر بشكل واسع إلى ضم حزب العمل لتكتل الليكود، على أنه سيساعد حكومة نتانياهو على تقليص احتمالات التصادم مع واشنطن، لكن زعيم الليكود ظل على موقفه الرافض للالتزام بالموافقة على قيام دولة فلسطينية، ووافق فقط خلال محادثاته مع باراك على العمل من أجل تحقيق «السلام الإقليمي»، كما وافق على «احترام» الاتفاقيات الدبلوماسية والدولية السابقة التي تم التوصل إليها مع إسرائيل.
ورغم الفرق بين احترام الاتفاقيات والالتزام بها، فقد زعم باراك أنه سيضمن عدم تفويت الفرصة الدبلوماسية التي قد تنشأ، وعدم الانجرار إلى مغامرات عسكرية غير قابلة للسيطرة عليها. لكن باراك الذي أشرف بنفسه كوزير للدفاع، على عملية اجتياح غزة وتدميرها، فاته أن يعترف بأن المغامرات العسكرية والفرص الدبلوماسية هي أمور يبت فيها رئيس الوزراء وليس وزير الدفاع.
وإذا كان يظن أنه سيشكل بالفعل الوزن المقابل لنتانياهو والثقل القادر على فرملة رئيس الوزراء حين يذهب بعيدا في رفضه فكرة الدولة الفلسطينية، فهو واهم ومخطئ، لأن القرارات النهائية هي بيد رئيس الحكومة.
وفضلا عن ذلك، كان بإمكان باراك أن يحذو حذو تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما التي رفضت الانضمام إلى نتانياهو بسبب عدم قبوله بحل الدولتين، ويعجل بذلك في سقوط الفكر اليميني العفن الذي يمثله الليكود وبقية الأحزاب التي تحالفت معه.
غير أن تفرد حزب العمل «اليساري» بمحاولة إعطاء حكومة نتانياهو لونا يشي بالاعتدال، لا يفضح فقط ميول باراك «السرية»، لكنه يكشف كذب الرأي القائل إن هناك اختلافات جوهرية بين اليسار واليمين والوسط في إسرائيل، ويؤكد ما يؤمن به الكثيرون من أن العنصرية والقمع هما اللذان يقودان السياسة الإسرائيلية بغض النظر عمن يقود الدولة.
الوطن القطرية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *