وقفنا ظهر الخميس 1429/10/3هـ الموافق 2008/10/3م في المعلاة نودع أغلى الاحبة أديبنا الكبير الراحل السيد عبدالله الجفري تلك القامة التي ظلت شامخة في الساحةالأدبية والفكرية، على مدى ما يقارب نصف قرن، تزيد هذه الساحة وتمنحها بهاءً شعرت ونحن نودعه أننا عما قليل ندع في المعلاة خلفنا أروع الرجال وأميزهم خلقاً وأحسنهم سلوكاً، فأبو وجدي منذ عرفته ساحة من الثقافة، وهو الرمز الذي يسع قلبه الوطن وأهله، يصنع بما يبدع له ولهم المحبة، فقلبه لا يعرف ما يزرعه الأشقياء من كراهية وبغضاء ، وهم ينتحرون على ارصفة الحياة وفي أقذر أماكنها بما يصنعون من هذه الكراهية، ظل نقياً في عالم النظافة فيه نادرة، وفياً في زمن الوفاء فيه عملة نادرة، مبدعاً بتفوق في زمن يتوارى فيه الابداع المتفوق، كلما اقتربت منه ازددت له حباً، يأسرك بتواضعه الرفيع وأدبه الجم، ظل يطل علينا كل صباح بمقالة أدبية رائعة حتى وإن ناقشت هموم الناس اليومية تلك ظلت مهما تطاول عليه الزمن وهو يكتبها في قمة ما يكتبه المبدعون وكم كان لهذه المقالات من أثر على نفوس كثيرين ممن تسلل الاحباط الى نفوسهم عبر الواقع المعاش وتناقضاته الشديدة، فدفعتهم مقالاته للتفاؤل فحاولوا تغيير واقعهم فنجحوا، يوم أن ودعنا السيد بعيون تذرف الدمع، وقلوب تكويها نار الفقد، شعرنا أن ساحتنا خلت من قلم مبدع كان يعيد البسمة إلى شفاهنا بعد أن فارقتها زمناً طويلاً، وحينما يرحل الأنقياء يشعر الأسوياء بأن الزمن الذي يليق بهم قد تقلص، ويوقظ هذا الرحيل عند عشاق النقاء الضمائر الحية، لكي يواصلوا ما كان يدعو اليه بحماس الأنقياء الراحلين، إننا حينما فقدنا السيد، وإن ادمى قلوبنا فقده الا نجزم بأنه بأنه سيظل بيننا حياً حاضراً بما بث في ابداعاته من قيم سامية ومبادئ راقية ..أبا وجدي: أعرف أني لن أراك بعد اليوم حاضراً بيننا بجسدك، لكني على يقين أنك ستكون حاضراً معنا في كل ما يتهيأ له الوطن من مستقبل كنت ترجوه له، وتريد له زمناً يليق به وبنا، وأنت الذي زرعت بقلمك الأحلام في نفوسنا ليتحقق ما نريد للوطن الذي رسمت له أروع الصور، ويوم أن يتحقق للوطن ماكنت ترجو فأنت أول الفائزين بتلك الأحلام، وكلما وهنت منا العزائم سنعود لتراثك الإبداعي ليبث في نفوسنا الحماس لندفع نحو الزمن الذي كنت تريد، لك الله يا أبا وجدي فما زرعت سيحصده بعدك اجيال واجيال وانت لهم القدوة، رحمك الله وآسكنك فسيح جناته.
ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *