وتعود البسمة مرة أخرى (2)

• خالد تاج سلامة

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد تاج سلامة[/COLOR][/ALIGN]

* عمل الأب حارساً في أحد مخازن البيوت التجارية لفترة من الزمن وانتقل بعدها لعمل آخر لدى أحد تجار التوابل، وبعدها لدى أحد تجار \”الكف\” سنوات وسنوات من عمل إلى عمل ينشد الأفضل له ولأسرته حتى هداه الله إلى المدرسة الوحيدة في جدة \”مدرسة الفلاح\” فعمل بها حارساً وبدأت الأماني تراود أفكاره وهو يرى الطلبة صباحاً يقفون في طوابير منتظمة قبل دخولهم إلى الفصول الدراسية.. ويفيق على صوت \”البرزان\” معلناً انتهاء الفترة الدراسية اليومية \”كان اليوم الدراسي على فترتين صباحاً وبعد الظهر\” وتمنى أن يصبح وحيده \”سالم\” أحد هؤلاء الطلاب. وسالم هذا .. قد فرغ لتوه من اتمام مرحلة الكتاب في أحد كتاتيب جدة وأراد أن يعمل لإسداء بعض الحميل لعائلته المكونة من والديه واختيه فعمل صبياً في أحد المنازل.. ذهب إليه والده وحدثه بالأمر.. لم تختمر الفكرة لديه.. وهو الصبي الذي لم تكتمل بعد بنات أفكاره.
وذات يوم حضر كبيرة العائلة التي يعمل سالم لديها للمدرسة لتفقد سير أبنائه.. وهب والد سالم لمقابلته.. وأفضى له بكل شيء.. كل شيء أمانيه الممثلة في ابنه وفلذة كبده الوحيد.. ورحب الرجل ذو القلب الكبير بالفكرة وتعهد بأن يكمل سالم علومه جنباً مع أبنائه.
* وأضحى الأمل حقيقة.. والحقيقة ضياء لا يحجب عنه شيء.. وأصبح الأب والأم يدعون له بالتوفيق بعد أن اصبحوا وحيدين بعد رحيل بناتهم إلى بيوت أزواجهن.. كانوا لا يرون وحيدهم إلا يوم جمعة يحدثهم ويحدثونه.
* وفي المدرسة كانت نظرات الأب دائمة على ابنه يلاحظه من بعيد ولا يتدخل في شؤونه.. ومرت الأيام..ونجح سالم وتخرج من المدرسة وتقاضى المكافأة وعمل لدى أحد التجار \”كاتب دوبا\” ولم يتنكر لوالديه العجوزين بعد أن أنعم الله عليه من نعمة فابتاع لهم منزلاً يليق بهما.. ولم يفكر إلا في إسعادهما فسعادتهما شيء ثمين لا يقدر بأي شيء.
* وتدور الأيام مرة أخرى ويموت عائل الأسرة وتبقى الأم وسالم وحيدين..وأضحت الأيام رتيبة لا شيء سوى العمل بالنسبة له.. نسي أو تناسى نفسه.. بيد أن والدته مازالت تبحث عن مخرج يسعده فكم وكم حثته على الزواج ولكن لم تجد الرغبة منه في بادئ الأمر وذات ليلة تحدث إليها برغبته .. واختارت له شريكة حياته التي تصل وإياه بصلة قرابة.. وتزوج وزرقه الله عز وجل منها بابنه البكر الذي أطلق عليه اسم والده.. العم ثابت..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *