[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]

توقفت كثيراً وأنا اقرأ في جريدة عكاظ لشاب طرد أمه وحبس والده وأن القضاء استقبل أكثر من الف قضية عقوق والدين.. وهذا الفعل المشين والسلوك المهين والتصرف غير المسؤول بعيد كل البعد عن الدين وسنة الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم ومثل هذه القضايا يجعلنا نعيد حساباتنا وترتيب أوراقنا في تربيتنا لأبنائنا ونحن نبحث وندرس كيف يصل بعض الشباب أو الكبار إلى حد العقوق بالوالدين وعدم الإدراك بأن ذلك ينهى عنه الله ورسوله ويعد من يرتكبه بعقاب وعذاب في الآخرة.. ناهيك عن ما ينتظرهم من عقاب وعذاب الحياة الدنيا.
علينا أن نكثف من دروسنا ومواعظنا وارشاداتنا وتوجيهاتنا إلى الناس بشكل عام وفئة الشباب بشكل خاص لتذكريهم بأن الوالدين لهما منزلة خاصة لا يجب تحت أي ظروف أو ضغوط أن نتخلى عنها أو لا نحسن معاملتها في الدنيا فإن المولى عز وجل يقول في كتابه الحكيم الآية 13 و14 من صورة لقمان\”ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلى المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعمها وصاحبهما في الدنيا معروفا\” فان لقمان الحكيم يعظ ابنه ويوصيه بوالديه خيراً في الحياة الدنيا حتى لو جاهداه على الشرك بالله أن لا يطعهما وفي الوقت نفسه أن يصاحبهما في الدنيا معروفا.
الأبن العاق يشقى في الدنيا ويعذب في الآخرة لن يرضى عليه الله في الحياة ولا في الممات.. الابن العاق يلقى نفس جحوده عندما يصير كهلاً ويلقى الإنكار والذل.. وكما تدين تدان.
الابن العاق لوالديه مكروه .. مدحور .. تلعنه الملائكة في كل وقت حتى يعود عن تصرفاته المجنونة.
الابن العاق لأبيه وأمه الذين ربياه ورعياه عندما كان صغيراً واعتنيا به حتى صار شاباً يافعاً.. وتحملا كل صعاب الحياة من أجله ليكون فرداً عاقلاً ,, متعلماً .. مثقفاً.. مستنيراً,, يجب عليه إيماناً وإنسانياً أن يرد الحب بالحب والحنان بالحنان والعطف بالعطف والرعاية بالدعم والعناية بوالديه عند الكبر لا أن يكون عاقاً لأقرب الناس إليه الذين كانا سبباً في وجوده بعد المولى عز وجل في هذه الحياة.
والابن العاق لوالديه يعيش شقياً محروماً.. يخسر دنياه وآخرته يفقد إنسانيته .. منبوذاً في مجتمعه ينال ما تقترفه يداه بحق من رباه وأعانه على متاعب الحياة,
الابن العاق لوالديه هو المعاق عقلاً وذهناً وجسداً وروحاً لا قلب له ولا أمان عنده ولا أمن أو استقرار بداخله .. التوتر يبدو عليه والقلق والخوف يحرقانه.. وهذا كله يجعله تعيساً .. لا تصل السعادة إليه ولا يدخل الفرح قلبه.
ولأن الأم هي التي حملت وتعبت وكدت فان منزلتها عند الله ورسوله كبيرة جداً فكانت أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمها عن الأب ثلاث مرات عندما سأله أحد الصحابة عن أحب الناس إليه فقال:\” أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك\”.. ولذلك فان معصية الوالدين من معصية المولى عز وجل فما بالك بمعاملتها المعاملة السيئة وما بالك بمن يضرب والديه أو يسبهما أو يسبب لهما الشقاء والعذاب.. فان حسابه في الدنيا والآخرة عسيراً.
ورسولنا الكريم يقول : \”ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة والديوث\”.
وأخيراً.. فان البيت والمدرسة والجامعة والمسجد والإعلام والمثقفين والدعاة لهم جميعاً دور وعليهم مسؤولية في التوعية بمنزلة الوالدين وبرهما في القرآن والسنة وعقوبة وحساب العقوق بهما في الدنيا والآخرة.
للتواصل : 6930973

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *