والجود بالنفس أقصى غاية الجود

نقيب/مصلح زويد العتيبي

يواجه رجال الدفاع المدني بعض الحالات التي تكون المعادلة فيها صعبة والاختيارات محدودة والعواقب غير معلومة.
حالات تنخفض فيها نسبة سلامة رجل الدفاع المدني عند قيامه بعمله إلى نسب قد تكون متدنية.
في هذه المواقع أرواح تفر من الموت وأخرى تصارعه وثالثة أوشك على نزعها.
في هذه الحالات وأمثالها تسطح همة الرجل المسلم الذي عاهد الله على خدمة دينه ثم مليكه ووطنه.
تشع هذه الهمة لتنير سماء موقع الحادث.
موقف صعب لا يستطيع أن يعيشه أي شخص فالمزايدة ليست على المال ولا غيره من المتاع، بل الثمن الروح، ويا روح ما بعدك روح.
لكن قد استقر في نفوس هؤلاء ولا أزكي على الله أحداً أن بذلهم لأرواحهم فوز وشهادة، فهم إما حريق أو غريق أو صاحب هدم وكل هؤلاء جاءت البشارة لهم على لسان خير البشر صلى الله عليه وسلم بالشهادة.
ولا يزال التاريخ يسجل لهؤلاء قصصاً بطولية.
ومن مشاهد البطولة لرجالك يا وطني ما كان من صقر حفر الباطن الشهيد بإذن الله نحسبه ولا نزكي على الله أحداً عبدالله صالح العساف، شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، لكن هذه السنين كانت كفيلة ان يعرف ابن مملكة التوحيد فضل ما يقوم به ويقدم عليه.
غرفة صرف صحي احتجز فيها مسلم له حق الإسلام وضيف له حق الإكرام.
الدقائق تمضي والموت اقبل، فما انت فاعل يا عبدالله العساف.
فكان الجواب ما ارى المجتمع وسجل التاريخ لا ما نسمع.
اقدم ولم يحجم بذل روحه معتزاً بدينه وقيمه واخلاقه، سلم الضيف وفارقت انت الحياة، وليس بمستغرب على مثلك ما فعلت فقد تواتر ثناء أهل مدينتكم على أسرتكم الكريمة.
وفي الختام اسأل الله ان ينزلك في أعلى الدرجات مع النبيين والصديقين والشهداء، ولا يفوتني ان اتقدم بالعزاء لاسرتكم الكريمة فرداً فرداً ولزملائك جميعاً وعلى رأسهم معالي مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري.
ونم يا وطني قرير العين فأسودك قد عاهدوا الله على الذب عن حياضك، كل في مجاله ونسأل الله العون والسداد.