واقع الأمة والنخب الدينية

• محمد حامد الجحدلي

محمد حامد الجحدلي

الجهود التي تُبذل من قبل رجال الدين والفكر وعقلاء الأمة الإسلامية وعلمائها ، أخذت منحى إيجابيًا متطورًا في تجديد نص الخطاب الديني ، مغاير تماما عن مراحل تاريخية سابقة بعيدة كل البعد عن ذلك الطرح والضجيج

 

الإعلامي الصاخب ، الذي غالبًا ما تتداوله مختلف سائل الإعلام العالمية ، التي عادت ما تسبق الكثير من المناسبات الثقافية والندوات الفكرية ، والمناظرات السياسية التي تتصدر الأخبار في الصفحات الأولى للعديد من الصحف ذات الانتشار الأوسع ، عن طريق وسطاء في مجال فن الدعاية والإعلان والإنتاج البرامجي لجني المزيد من المكاسب التوسعية ، بينما مكاسبنا التي يجنيها عالمنا الإسلامي ذات معايير وأبعاد ترتكز على مفاهيم إنسانية وأدبية وأخلاقية ، ترتبط ارتباطا بالعناصر الزمانية والمكانية والأيدلوجية الوطنية الإسلامية Islamic national Ideology ، وبكيانات الأمة ونبوغ عقول أبنائها وبما تختزنه من فلسفة الحياة وجوانبها الحضارية.

إذًا نحن أمام هذه التحديات لابد من مواجهتها بأساليب علمية جادة ، نستنبط منها أسس البناء الفكري ومستقبل شباب الأمة واستقلالية الرأي ، باستثناء أطماع الآخر في استثماراتنا ومواردنا المادية والبشرية والعناصرية وما نحتفظ به من موروثنا الحضاري ، بالرغم من التباين والتنوع فيما بيننا باتساع خريطة عالمنا الإسلامي وتعدد لغاتنا ، كـمُسَلِّمات يجب أخذها بعين الاعتبار ، لأن ما يجمعنا هو أكبر بكثير من كل التساؤلات وتلك الأطماع من قبل الغير ، فما يجمع هذه الأمة هو عراقة وتأصيل الدين الإسلامي ومصداقيته وسماحة تعامله مع الآخر ، كما هو ثباته على قيمه ومبادئه مع أبناء أمته عبر أكثر من خمسة عشر قرنا من الزمن ، ومن حق الآخر أن يُكثر من تساؤلاته متى ما أراد ذلك ، ومن حق النخب الدينية وعلماء الأمة الإسلامية وأرباب الفكر أن يبادروا بشفافية الإجابة وقوة الحجة .

بقدر ما يتطلبه الفكر الواعي thought conscious ، لدى من استشعر تلك التحديات الأكثر استنزافا لعامل الوقت في هذه المواجهة الحاسمة وأمام المعطيات المتسارعة ، والمعوقات والإرهاصات التي فرضت سطوتها في عالم اليوم ، وتجاوزت ما استطعنا الاستحواذ عليه من الإمكانيات والتقنية المتواضعة ، وندرة مراكز البحوث العلمية وهجرة العقول ، التي شكلت الفارق بيننا وبين الآخر بلغة الأرقام بذلك البون الشاسع ، إنه شيء من واقعنا الذي لا مفر من الاعتراف به ، إذا كانت الشفافية هي ديدن الحقيقة ، في مقارنة عادلة متى ما وجدت النخب الدينية مكانها في مقدمة صفوف المجتمع ، وأعادت للأمة مكانتها وكشفت عن النظريات العلمية بين دفتي (القرآن الكريم) ، الذي يُعد أثمن ما تمتلكه الأمة واستطاعت نقل معارفه ونظرياته العقول المهاجرة لبيئات علمية عالمية جاذبة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *