[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبدالوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]

مشكلة.. أصبح إنجاز أي مطلب .. وتحقيق أية مسألة يحتاج إلى واسطة ودون ذلك من الصعب ولا أقول المستحيل أن تحقق ما تريد ولو كان سهلاً أو متاحاً..
تريد أن تبحث لابنك عن ظيفة .. والوظائف أصبحت بالمئات والآلاف ومع ذلك لابد من \”الواسطة\” أحياناً حتى تصل إلى ما تريد.. وتبحث عن سرير لمريضك في المستشفى سواء الخاص أو الحكومي فمن المستحيل أن تحصل على ما تريد إذا لم تكن لك \”واسطة\” .. تريد أن تشتري سيارة وتريد لوناً معيناً فمن المستحيل أن تجد ما تريد إذا لم يكن لك \”واسطة\”!!
كل شيء.. كل شيء.. على الإطلاق لا يمكن تحقيقه إلا إذا وجدت \”الواسطة\” التي تخدمك.. وتحقق لك ما تريد والحصول على \”الواسطة\” ليس سهلاً أبداً لأنه ليس كل الناس تحب أن تخدم المحتاجين وتيسر طريقهم نحو تحقيق ما يريدون – بل إن هناك من يتلذذ برؤية صاحب حاجة يتلوى من الحزن – وهو لا يجد \”الواسطة\” المطلوبة .. وهناك من يماطل .. ويسرف في الوعود .. حتى يخدمك .. ويكون واسطتك في أي أمر من الأمور..
وفي ظل هذه الأساليب .. لا تجد في بعض الإدارات الرسمية ما يسندك .. أو يحقق لك ما تريد .. أحياناً الحصول على شهادة يحتاجها أحد المحتاجين لإثبات مرض يعاني منه .. أو عوز يدميه – يحتاج إلى عدة شهور .. هات شهادة من العمدة .. هات إقرار من بعض أهل الحي .. روح صادق على هذه الشهادة .. لازم تجيب شهادة حسن سيرة وسلوك .. هات شهادة بالراتب جيب شهادة من البنك .. وعشرات الأوراق والشهادات من أجل الحصول على ورقة واحدة فقط.. إلا إذا كانت لديك واسطة فيمكن اختصار نصف الطريق على الأقل!! ويصبح ما ينجز في ستة شهور يتم إنجازه في أسبوع!!
ثم ما حكاية الأوراق التي تُطلب بالكوم من أجل الحصول على شهادة .. أو إنجاز مسألة صغيرة .. ألا يمكن الاكتفاء بأقل المستندات لتوفير الجهد على صاحب الحاجة؟!
بصراحة .. هناك غياب كامل للرقابة في الأقسام المرتبطة بمصالح الناس فنجد معظم الموظفين يعرقلون إنجاز مصالح الناس .. وتعطيلها .. وإهمال متابعتها .. وبالذات بالطبع للضعفاء من المراجعين .. ونجد بعض رؤساء أولئك لا يمارسون مسؤولياتهم في الرقابة .. والحث على سرعة الإنجاز فهم غرقى في أحاديث الهاتف مع الأصدقاء والأحباب وترك المراجعين وقوفاً للانتظار بالساعات.
المسألة برمتها تحتاج إلى تقويم .. وإلى إصلاح .. وإلى صرامة في الرقابة – حتى نحبط شراسة \”الواسطة\” وحتى نعمل على إنجاح الأقسام داخل الإدارات التي تخدم مصالح \”الناس\”.
آخر المشوار
قال الشاعر :
واسترجعت سألت عني فقيل لها
ما فيه من رمق ، دقت يداً بيد
وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت
ورداً وعضت على العناب بالبرد

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *