[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الحميد سعيد الدرهلي[/COLOR][/ALIGN]

.. من أداب واخلاق الانسان الصالح أن يكون متواضعا لأخيه في اقواله وافعاله لأنه يعطي الصورة المشرقة للأنسان القدوة المنتج الخير لنفسه ولأمته ، الذي يأنس ويطمئن بمن يحطيون به..
والمؤمن يقوى بأخوانه،لأن يد الله مع الجماعة، ولا يأكل الذئب من الغنم إلا القاصية.. والانسان بحكم جبلته يحتاج الى عون ومحبة الآخرين لأن دائرة الفضيلة لا تكتمل إلا بهذا النسق الرائع من التعاون والبر والرحمة.
وقد اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ،ان المتواضعين على منابر من نور يوم القيامة. يغبطهم الناس ، وقد سبقوا غيرهم في الدنيا بلين الجانب، وحب الخير للآخرين كما يحبونه لأنفسهم، فلا حسد ولاغيرة ، ولا تدابر ، وقد انتهت الأنا من حياتهم الى غير رجعة.
وفي سيرة الرسول الكريم وسيرة اصحابه وعلماء الامة القدوة الصالحة والانموذج العالي الرفيع ،والذي يشعر الانسان العاقل المنصف بجانبها بالعزة والكرامة الانسانية،وهذا يحفز همم الاقوياء على الناس بأقوالهم وافعالهم حتى ينشأ جيل قوي العقيدة ملتزم الطاعة، برئ المنهج،متزن الطبع،واضح المعالم والسلوك،سليم الحجة، لا تأخذه في الحق لومة لائم، نقي السريرة ،نافع لنفسه ولأمته ، اجتماعي مثقف ، الحكمة ضالته التي وجدها حرص على اقتناصها..
امتنا وبلدنا الغالي بحاجة الى السياسي المحنك المتواضع الذي يألف ويؤلف ، لا يتعالى على عباد الله ، وهو يعلم انه لن يخرق الارض ولن يبلغ الجبال طولاً ، يستشير من حوله ، لا يقضي بأي حال من الاحوال عن آراء الآخرين السديدة.
كما تحتاج امتنا الى الاقتصادي الماهر الذي يهتدي بنور هداية الله له في منهجه الاقتصادي ، فلا شرقية ولاغربية، وانما هو فخور بالنظام الاقتصادي الاسلامي وعنده القدرة على المزج وايجاد البدائل الصالحة لكل مخالفة لشرع الله.
وامتنا بحاجة الى التربوي العاقل القادر على صياغة السلوكيات والاهداف المؤمنة الآمنة، والتي في ظلالها يتفيأ جيل الشباب الواعد، وقد زود بالعلم والايمان الراسخ المحصن ضد الافكار الهدامة ، والقيم الزائفة، لأنه تربى في ظلال شجرة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي ثمرها كل حين بإذن ربها.
وامتنا بحاجة الى الصحفي الصادق المثقف والاعلام الهادف المهذب الذي ينقل الخبر بأمانة لا يتعسف في الحكم على الآخرين وامته ، بعيد عن الخيال الذي يوقع في الحرج والعنت، يسعى دوما للبناء ولملمة الصف.
وامتنا بحاجة اكيدة الى هذه النخب الجادة المؤمنة المتواضعة، والتي تحمل الكل ، وتتعاطى مع الواقع بصورة مشرقة ، تجسد شرف الانتماء الصادق للوطن والأمة، لاوجود للعمالة في صفوفها، يسعى بذمتهم ادناهم ، وهم يد على من سواهم، وهذا البلد العظيم في دائرة الضوء داخليا وخارجيا، وقائد المسيرة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله يعلي من شأنه وشأن مواطنيه اينما توجه.
وهذا يحتم علينا جميعا ان نحمل امانة المحافظة على ديننا وامتنا ومكتسبات وطننا ، وان نبذل غاية الجهد الممكن معتمدين على الله عز وجل أولاً،ثم على محبتنا لبعضنا،والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
مدير عام وزارة التخطيط/ متقاعد
فاكس: 6658393

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *