سبق لي أن تناولت الأضرار الناتجة من تصريف مياه الأمطار في شوارع  جدة بجريدة (البلاد) والذي هو بنفس عنوان هذه المقالة التي تلامس محياكم في هذا الصباح أو المساء ، لمن لم يدركه الوقت بتصفحها صباحا لارتباطاته العملية ومشاغله الأسرية busy all time ، ما أود التنويه عنه أن ذلك الاستطلاع  نشر بين عامي 1405 و1406هـ لا أذكر على وجه التحديد في بداية مشواري مع الصحافة ، ففي ذلك المساء وأنا في طريقي لمقر الجريدة بشارع الصحافة المجاور لموقعها الحالي , وأمام مقر مديرية الشؤون الصحية سابقا بشارع الستين ومخابز بدره  بالجهة المقابلة ، إذْ بسيارتي تكاد تغرق ولم يعد بإمكاني رؤية الرصيف ؟ فمجرد وصولي الجريدة استأذنت رئيس التحرير آنذاك الدكتور عبدالعزيز النهاري لإجراء ذلك الاستطلاع فأعطاني الضوء الأخضر، فنزلت مسرعا إلي الشارع العام  لتسجيل حوارات مع المواطنين برفقة الزميل المصور ، وفي اليوم التالي قمت بجولة على المرافق الحكومية ذات العلاقة ، بدء بالدفاع المدني على أيام الصديق العميد عبدالله بجود رحمه الله ، وأمانة محافظة جدة وكان الأمين بالنيابة المهندس بركات باجنيد  حيث كان معالي الأمين الدكتور مهندس محمد سعيد فارسي في رحلة علاجية لباريس ، مصلحة المياه والمجاري المهندس فهد السليمان ، إدارة التخطيط بالمنطقة الغربية ممثلة في الدكتور مدني رحيمي ، إدارة مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول المهندس سمير عناني إن لم تخن الذاكرة ، بمبنى مقرها السابق بشارع الأمانة أمام المحكمة الشرعية الحالي ، وفي هذه الإدارة تعرفت على مصبات الأودية وخرائط السيول المنقولة  من خارج جدة وللأمانة فقد أدلى كل مسؤول بالواجبات المناطة بإدارته ، وكيفية معالجة المشكلة وتلافيها في السنوات القادمة بعد رفع التقارير اللازمة ، وتم النشر في حينه مع صور الشخصيات الذين تم الالتقاء بهم ، مزودة ببعض الخرائط لمصبات الأودية ، والاستطلاع موجود بأرشيف جريدة البلاد بكل محتوياته ، ما أقصده هنا ليس توجيه الاتهام لجهة ما ؟ فليس ذلك من واجباتي الصحفية وإنما هناك جهات رقابية مفوضة من قبل الدولة ، ولا أسمح لنفسي الإدلاء بوجهة نظر بعينها فعلى قول المثل ” أعطي القوس باريها ” ، ما أمتلكه للأمانة والتاريخ هو تساؤل بريء لماذا كل هذه السنين وجدة تعاني من تصريف مياه الأمطار ؟ ولازال بعض سكان جدة يعانوا من فوبيا رؤية السحب في سمائها ؟ في زمن كنا نفرح بنزول المطر ونخرج بالشماسي ونلتقط كورات الثلج التي تتساقط أثناء زخات المطر ، بينما نحن الآن وبهذه الـ فلوبيا قتلنا فرحة أطفالنا في مهدها ، جدة التي كانت حدودها لا تتجاوز مصنع الإسمنت شمالا ومصفاة بترومين جنوبا و كيلو 14 طريق مكة القديم ومصنع بدره للحلويات شرقا ، ومن الغرب بحرها وذراعها الذي تتوسده صباح مساء بنسماته النقية وأمواجه الهادئة قبل أن تختفي وراء الكتل الخراسانية والأبراج العالية ، والروائح  أكرمكم الله بسبب مجاري المصبات المدفونة تحت الأرصفة في طريقها للبحر ، والذي يعد ملكا للجميع من المواطنين والزائرين والمقيمين، بغرض النزهة والترفيه بعد أن ضاقت هذه المدينة الكبيرة بسكانها ، بل إنها تُعد نموذجا حضاريا ومعلما تاريخيا وسياحيا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *