هِنا مقص وهِنا مقص.. وهِنا حاجات بتنقص

• إيمان يحيى باجنيد

– يا لك من شخص إمعة..
– ماذا..؟ أنا إمعة..!
-نعم إمعة
– أنا لا أقول ذلك إلا لتتنبه لما تفعله في نفسك..
ترى هل حقاً قال عني ذلك الوصف الموجع للنفس، الذي يسلب القوة، ويجعلني في نظر الآخرين إنساناً لا معنى له عديم المقدرة، بهدف تنبيهي فقط.؟
يحكى أنه في تاريخ بادية العرب.. كان هناك رجل يملك الكثير من الخيل، وكان يحب أن يترك خيوله تسرح وتمرح في وقت من أوقات النهار بين الواحات والروابي، حتى تشعر بالانطلاق وتمارس حبها للسباق والجري، فمن المعروف عن الخيول أنها تعشق الحرية، وكانت لديه بقرة.. كلما رأت الخيول تتسابق.! رفعت ذيلها وبدأت في الجري معهم، تعجب الرجل لكن الأمر أسعده فأصبح في كل يوم يحل وقت انطلاق الخيول يناديها صاحبها قائلاً: “مع الخيل يا شقرا”، فاعتادت أن تصحبهم برغبة منها أو بتحفيز من صاحبها.
يبدو لي أن تلك الشقرا.. لم تدرك معنى الإمعة ولكنها أرادت أن تتبع الخيول في أمر هي تجهله ووجدت فيه متعتها، لم يكن يثنيها عن ذلك الفعل تذكير الآخرين لها بأنها مجرد بقرة.
جميل ذلك الخليط من الصفات بيننا وبين الآخرين فأكسب منك ما تميزت به وتكسب أنت مني ميزتي، فإن لم نتبادل المكاسب يكفينا أن نبقى معاً تسحبني نحوك وأسحبك بدوري نحوي إذا لزم الأمر.. والأمر يلزم في الغالب، لنشكل معنى المعية وليس الإمعية.. فلما لم نحول الأمر عوضاً عن وصفي بالإمعة أن تطلق مسمى (يحب المعية) وهناك فرق بين الألف والياء
متى يحق لنا أن نستخدم الكلمة بيائها.؟ عندما تراني وقد تهاويت وبدأت أسير نحو نهايتي، ولكن أيضا قبل أن تأخذك الحماسة في توجيه النقد و تحاول مساعدتي ليتك تتمعن جيداً هل حقاً أنا من يتهاوى ويحتاج لمد يد العون بصورة ملحة؟ وفي ذلك الآراء تختلف.
قد أكون من وجهة نظرك قد تهت وزحت عن الطريق واتبّعت من لا يُتبع لكنك لم تفكر في لحظة من لحظاتك أنني أنظر لك بنفس النظرة.؟
الأفضل أن أدعك وشأنك وأن تدعني وشأني فقد اخترت أن أكون إمعة بكامل أهليتي التي أعرفها جيداً.
هل تعلم..؟ ليتك تجرب أن تكون إمعة لمن يستحق.. وثق تماما أنه من جهته لن يسلبك هويتك بل سيجعلها تتوهج مع توهجه.
للتواصل على تويتر وفيسبوك emanyahyabajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *