هيئة الرقابة .. ورسالة حب للأمانة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]الشريف خالد بن هزاع بن زيد[/COLOR][/ALIGN]
على ذمة (عكاظ) يوم الأربعاء الماضي وعلى صفحتها الأولى، كتبت \” التلاعب بالمواصفات يكبد أمانة جدة 200 مليون ريال خسائر \” أما مضمون الخبر فيقول بالحرف \”كشفت مصادر مطلعة أن هيئة الرقابة والتحقيق سوف تحقق خلال أيام في قضية شركة أجنبية تلاعبت في المواصفات الفنية لخرسانة أرصفة شوارع جدة الرئيسية مما تسبب في إهدار 200 مليون ريال، وقالت المصادر أن الأمانة جددت عقد الشركة قبل ثلاثة أشهر من اكتشاف العيوب الإنشائية التي تسببت في هدر المال العام\” .. انتهى الخبر في الوقت الذي لم يجف فيه حبر خبر آخر قال أن \” هيئة الرقابة والتحقيق أحالت 12 موظفا من أمانة جدة يعملون في المراتب من التاسعة إلى الثانية عشرة، إلى ديوان المظالم بعد انتهاء التحقيقات في مشكلة جسر – تقاطع شارع الستين مع شارع فلسطين- وسط مدينة جدة، بشأن الخطأ في التصميم وتبديد المال العام جراء الإصرار على الاستعانة بمكتب هندسي لم يرس عليه المشروع لعمل التصاميم، رغم أن الشركة المنفذة قدمت تصاميم مما أثار التساؤلات\” هذا ما ظهر في الوقت الذي نرى فيه صحفنا تنشر وعلى مساحات واسعة أخبار وتقارير ولقاءات (معلبة ومكررة) تؤكد فيها العلاقات العامة سير المشروعات في موعدها وعدد الحدائق وتجديد زهور الشوارع (المهمة فقط) وكأن جدة أصبحت واحة غنّاء وتغرد فيها الطيور وتصدح البلابل وليس نعيق (الغربان).
المصداقية تستوجب الصدق والشفافية وليس تجميلاً يصعب تصديقه في الواقع.. والمبالغة في معلبات العلاقات العامة في أي جهة تساوي (صفرا) بل تدين الجهة كلها مع وجود ما يناقضها وينقضها من أخطاء ومشكلات بهذا الحجم.. واللافت أن من يدخل أمانة جدة خاصة موظفيها السعوديين يشعر أنه في جهة تابعة لمدينة عربية وليست جدة أو مدينة سعودية، لكثرة ما استعانت به من إخوة متعاقدين بعضهم في العلاقات وبعضهم مستشارين، وآخرين في مواقع عدة.
القاسم المشترك لهذا العدد الكبير من غير السعوديين أن رواتبهم الشهرية (ما شاء الله) أكثرهم من شريحة العشرة آلاف شهرياً، وإذا انتقلنا لإدارة التوظيف سنجد راتباً بأربعين ألفا شهرياً أو دونها بقليل على سبيل الاحتياط حتى لا (ينفجع) القراء وهم يرون شباباً سعوديا عاطلاً لديهم قدرات ويحملون تخصصات ويطمحون إلى خدمة وطنهم ويحلمون بكسور من هذه الأرقام في جهة حكومية.
إذا كان عدد كبير من أخواننا المتعاقدين يعملون في العلاقات العامة، فما هو الإنجاز الذي يستحق أن يكلف هذه الجهة أكثر من مليوني ريال في العام الواحد.. بينما جدة وسكانها يعانون من خدماتها حتى في فرض مكاتب استشارية بعينها عند إصدار التراخيص، ناهيك عن حمى الضنك التي خصص لمكافحتها مليار ومطلوب نصف مليار آخر ولا تزال تظهر حالات.
الصورة لم تكتمل بعد، فمن يذهب للكورنيش سيرى جوانب أخرى وأنقلها لمعالي الأمين الذي نقدره ونقدر له تفاعله مع دور الإعلام والكلمة وما تجده من صدى لديه.. والصورة هي سيارات الأمانة (المستأجرة) مجتمعة حيثما يفترش أخواننا المتعاقدين في الأمانة وأسرهم، ويمضون شطرا من الليل على الكورنيش.. وهذا حقهم، لكن هل يحق لهم استخدام سيارات العمل التي بعهدتهم قي مشاوير ترفيه وسمر في غير أوقات الدوام، فيما الموظف السعودي يتسلم سيارة الأمانة بورقة وبموعد ويسلمها بورقة وتسجيل الموعد أيضاً؟
أيضاً تفرض محبتي لمعالي الأمين أن أكمل الصورة حسب ما علمت، وهي عن الذين يعملون في الأراضي وفي المشتروات من غير أبناء الوطن، فهل كانت أقسام وإدارات حساسة كهذه تقوم على غير المواطنين؟.. لا أظن أننا عدمنا الخبرة ولا الثقة في المواطن إلى هذا الحد وتكون مطلقة في غيرهم.. والسؤال كيف يمكن المحاسبة في أي خطأ أو إهدار أو تجاوز من متعاقد، وهذا ليس تشكيكاً لا سمح الله وإنما من منطق الأشياء.
أيضاُ تحويل المبنى وكأنه ثكنة عسكرية مع أنه جهة خدمية.. وليس من المعقول أن تبلغ المجاملة (كما علمت) حد تعيين موظف بأمن الأمانة براتب 40 ألف ريال شهرياً..من أجل ماذا ولماذا؟.. فهل تستحق مراقبة دخول وخروج الموظفين كل ذلك مع أن الدوام بالبطاقة الممغنطة (وهذا مخالف لنظام العمل في الخدمة المدنية) ومن يخرج لإعادة أبنائه من المدارس عليه بدوام الخميس حتى لو لم يجد ما يعمله.
وأخيراً مع مشروع مواقف الأمانة الذي سيتكلف نحو 38 مليونا وهو مشروع يحتاجه الموظفون والمراجعون فعلا، لكن المبلغ جعل الموظفين يتخيلون أنه سيكون بالريموت ليتيح لكل موظف أن يستدعي سيارته إلى مكانه.
السؤال الذي سمعته كثيرا :كيف يعمل الموظف السعودي وهو يرى الموارد البشرية الوطنية أمام تضييق وإهمال، بينما تبسط الأمانة يدها مع غيره كل البسط، ومن يمتعض من كثرة احباطاته يصبح متهماً بأنه ضد (الاستراتيجية) فهل تبدأ الرقابة من الداخل أو لا؟ مجرد سؤال لوقف هدر نثق تماماً أنه لا يرضي معالي الأمين ولا يقبل به ولاة الأمر.
** نقطة نظام : تهنئة للعاصمة الحديثة الرياض ولسمو أمينها على فوزه بجائزة أفضل أمين مدينة عربية لعام 2009.
[email protected]
التصنيف: