[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]وائل أبو أديب[/COLOR][/ALIGN]

في تخصص وعلم هندسة التخطيط معانٍ ومفاهيم كثيرة حيث يضم هذا التخصص حوالي 14 قسماً ولكن سأختصر تلك المفاهيم في أربع نقاط سريعة:
النقطة الأولى: \”أفضل الحلول بأقل التكاليف\”
النقطة الثانية: \”المكاسب السريعة\” ولا تعني كلمة مكاسب هنا الدخل المالي إنما المقصود بها حلول المشكلات بشكل سريع أي\”مسكِن للألم\”.
النقطة الثالثة: \”اختيار البديل الأمثل للنمو والازدهار\” أي من عدة حلول يتم اختيار أفضل بديل مستدام لحل المشكلة وغالباً ما يكون هذا الحل استراتيجياً أي طويل المدى.
النقطة الرابعة: \”الاستعداد للتغير\” أي لن نستطيع أن نقوم بتغير شيء ما حتى نكون مستعدين له وذلك بتجميع ما به من أوضاع راهنة وتحليلها ودراستها ووضع الحلول لها.
ولو لاحظنا النقاط الأربع لوجدنا أن عنصر (\”الاختيار\” وإن لم يكن مكتوباً إنما موجوداً في المفهوم)هو الأساسي في مراحل التخطيط.
وعلى ما سبق فقد ذكرت في مقال سابق بعنوان\”ها أنا المتحدي\” أن هناك الكثير من الشباب لديهم طاقات داخلية\”مواهب\” تحتاج إلى أن تظهر، وقد يعتذر أصحاب القنوات والإذاعات من عدم التمكن من تبني تلك المواهب نظراً لعدم وجود شواغر تكفي لاستيعاب هؤلاء الشباب.
هناك عدة حلول تراودني وتدور في خاطري وذلك من باب (\”الاستعداد للتغير\” ولشغفي الزائد بمجال الإعلام) أود أن أطرحها للسادة القرَاء ولمن يهمه الأمر لتتم مناقشتها والتحاور بها:
الحل الأول: افتتاح قنوات تلفزيونية وإذاعات مسموعة جديدة وتكون \”محلية\” تحت مظلة القناة الرئيسية التي تتبع وزارة الإعلام فلو افترضنا وجود قناة خاصة لكل مدينة أو على الأقل المدن الكبرى مثل عواصم المناطق فسيكون لدينا أكثر من 13 قناة جديدة إضافة إلى القنوات التسع الموجودة حالياً، فلو أراد أحدنا معرفة أخبار مدينة جدة ومتابعة مشاريعها واحتفالاتها وما تم بها من مؤتمرات وندوات ودورات ومهرجانات وكل ما يخص ويتعلق بهذه المدينة ينتقل مباشرة إلى قناة \”جدة\” وهكذا الرياض وتبوك وأبها والدمام ومكة….إلخ، وتكون القناة الرئيسية هي قناة عامة شاملة.
وفي هذا الحل يمكن تطبيق فكرة كانت عبارة عن \”تغريدة في تويتر\” لأحد الإعلاميين الرياضيين الكبار المتميزين حيث قال \”توجد فقرة في إحدى القنوات لا تتجاوز ثلاث دقائق تنقل لقطات حية مباشرة لعدة مدن من دول مختلفة في العالم لمعرفة درجات الحرارة وحالة الطقس فلماذا لا يتم وضع كاميرات على المشاريع القائمة حالياً ويتم نقلها بلقطات مباشرة لمتابعة تلك المشاريع\” إذاً لماذا لا تندرج هذه الفكرة ضمن القنوات المحلية؟
الحل الثاني: زيادة إصدار عدد الصحف والمجلات وتكون بنفس الشكل السابق في الحل الأول.
الحل الثالث: إنشاء مدينة إعلامية فبدلاً من تناثر مقر الصحف والقنوات والإذاعات يتم جمعها في مدينة خاصة بالإعلام مجهزة بأكاديميات وكليات خاصة بتدريس الإعلام وتطوير وصقل المواهب وكذلك تجهز بجميع وسائل التصوير والاستيديوهات ومواقع التصوير بدلاً من أن نقوم بتصوير أعمالنا خارج البلاد، فلن أضرب المثل بمدينة هوليوود في أمريكا أو بوليوود في الهند إنما سآخذ مثلاً من الجار مدينة دبي للإعلام والتي تقع على مساحة 134 هكتاراً أي بمساحة 1340000 متر مربع نظراً لأن الهكتار الواحد يساوي (10 آلاف متر مربع) وتضم حوالي 928 مؤسسة إعلامية من ضمنها أكثر من 40 قناة فضائية.
لذا…وخاصة أننا من المجتمعات الشغوفة بمتابعة البرامج التلفزيونية والإذاعية وقراءة الصحف; فكم من أعداد المواهب والتخصصات (سواء في التحرير أو الكتابة القصيرة أو التمثيل أو الإذاعة أو الرسم) التي يمكن أن تتحاح لهم الفرص وبمهنية عالية إذا تم عمل مثل هذه الحلول؟
وبهذه الطريقة نكون قد تمكنَا من تطبيق مفاهيم هندسة التخطيط في مجال الإعلام أي (نُهنْدس الإعلام).

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *