هناك مشاريع عملاقة في وطننا الحبيب شعر بها الصغير قبل الكبير!! بل عايشها الراكب والماشي، المبصر والمكفوف، الأصم والأبكم !! فلا يكاد شارع ولا طريق، ولا حي ولاحارة، إلا وضربت تلك المشاريع بأطنابها فيها!! وهذه والله نعمة من الله والشكر لله ثم لولاة الأمر بإهتمامهم حفظهم الله بالوطن والمواطن في كل مجالات الحياة، لتحقيق مطالب ومتطلبات العيشة الراقية، والحياة الهانئة للوطن والمواطن، وتحقيق التنمية الزاهرة في كل الميادين!! ولكن!!
هل المسؤولين القائمين على تلك الأجهزة بمختلف مجالاتها كانوا على قدر المسؤولية وتحمل الأمانة!! نعم نحسبهم كذلك والله حسيبهم!! ولكن نرجع ونطرح السؤال الهام : لماذا مشاريعنا بعضها متعثرة !! والأخرى خلف الباطن متسترة!! وثالثة موادها وأساسياتها متهالكة!! لماذا كل ذلك؟!!
الم سؤال ؟!! وألم منظر!! هنا غرق وهناك حرق!!
الم تر هناك في غرب البلاد مدينة تغرق بسبب سوء التصريف؟!! وهنا في وسط البلاد أخرى تبدلت من أراضي صحراوية إلي مسطحات مائية وبحيرات!! وسياراتها تحولت من سائرات إلي عائمات!! وفي أقصى الجنوب تعب المريض فالتمس الشفاء من المشفى فأحترق !!
ومع هذا كله، لنكن للغير منصفين، وفي طرح القضية عادلين، وفي مطالبنا منطقيين !! فنحن نؤمن جميعاً بأن كل شئ قضاءً وقدر!! ولكن !! أين العمل بالهدي النبوي الشريف (أعقلهاوتوكل)!! هل عقلها المسؤول القائم على رأس تلك الأجهزة وتحمل المسؤولية كاملة والأمانة مكتملة ؟!! أم أن تلك المناصب أتخذوها تشريفا وليس تكليفا !! فالوصول للمنصب أصبح غاية للشخص، وليس وسيلة لتحقيق أمل الوطن وآمال المواطن!! وبالتالي فالغاية تبرر الوسيلة!!
لماذا لا نرى الركض والهرولة، والنفور والاستنفار، إلا بعد حدوث الفاجعة؟!!
لماذا لا نرى المسؤول (حميدان) ينزل الميدان، إلا بعد وقوع الكارثة، وخسارة الأرواح الطاهرة ؟!!
والأدهى من ذلك والامّر!! طاقة التحمّل الكبيرة لدى هذا المسؤول أو ذاك!! برودة أعصاب، وتروي ورويّة!! بل مناعة نفسية وحسية وعاطفية ودبلوماسية منصبية !! فبعد سويعات من وقوع المحظور وانكشاف المستور!! يعود ليرتدي مشلحه الفاخر متوجها لمقر عمله، وكأن شيئاً لم يكن!! دون إتخاذ إجراءات صارمة، أوقرارات صائبة، أو خطوات عاجلة، تصلح ما يمكن إصلاحه من الماضي، وتحمي الحاضر، وتخطط للمستقبل !! ولكن !!
لا وجود لكل ذلك مع كل أزمة، أو نازلة، يعيشها الوطن، أو يعايشها المواطن !! بل لسان حالهم يقول ( قدّر الله وماشاء فعل ) وأنا لست بشمس شارقة، ولا لدي حاسة سادسة، فأشعر أو أستشعر أين تحل الكارثة!!
عجبي لأي مسؤول تحدث الكارثة في منظومته بسبب تقصير، أو إهمال، أو عدم متابعة، أومراقبة، أومساءلة!! ثم يقف موقف المتفرج لهذا الحدث أو ذاك !! عليه مراجعة نفسه، وقدراته، وإمكاناته، وليعلم أنه في زمن الحزم!! وإن لم يكن مُغَيّرا للواقع فهو مُغَيَّرٌ بالواقع!! فالبقاء للأفضل!! لمن يخدم الوطن، والمواطن !! هذا ما أشار إليه، ويشير له رجل الحكمة والسياسة الأول، الذي جعل عينا على الوطن وعينا على المواطن، سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ..
ودمتم جميعاً بود ،،،
الرياض

[email protected]
Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *