هناك وزير لم يفقد ذرة من عقله

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

•• ذكرني استاذنا عيسى الحليان بما كتبه في الزميلة \”عكاظ\” اول من أمس عن \”كرسي الوزارة\” بان الوزير يفقد نصف عقله عند تبليغه بالتكليف الوزاري ويفقد نصفه الثاني عند مغادرته للكرسي ..وتساءل لماذا يحدث كل هذا؟.
أعجبني الموضوع وذكرني بأحد الوزراء من ينطبق عليه ما ذهب اليه استاذنا الحليان ولكن في جانبه الايجابي : فقد كان ملء السمع والبصر وفي قمة نشاطه حيث كان صاحب وزارتين وكان شديد الاعتراض على تكليفه بوزارتين وكان يلح على المسؤول الاول ان يعفيه من احدى الوزارتين لأنه لا يستطيع القيام بهما معاً ولأنه كان صاحب قدرة على التكيف بمسؤولياته التي يرى من ان الظلم لنفسه ان لا يكون عطاؤه في الوزارتين متساوياً ولهذا اراد الاكتفاء بوزارة واحدة والعجيب ان بعض من كان يعرف إلحاحه على ترك احدى الوزارتين كان مستغرباً من تصرفه ذاك. ويقول هذا البعض هل هناك \”عاقل\” لديه وزارتان ويصر على ترك احداهما؟ انه تصرف غريب وعجيب ان الوزارة باب للرزق مفتوح اربعة وعشرين ساعة كيف يفرط في هذا؟.
ابداً ان ذلك الوزير خلطة خاصة لقد حصل بعد إلحاح شديد على ما اراد وترك احدى الوزارتين بل وبعد ان ترجل عن الوزارة الاخرى لم يختف بل ذهب يتنقل في جنبات هذه الدنيا كسائح ويكتب مشاهداته عنها واتخذ من مسكنه امام جبل أحد بالمدينة المنورة مكانا للاسترخاء وزيارة المسجد النبوي الشريف مكاناً للهدوء والاطمئنان بعد مشوار الحياة .. انه معالي الاستاذ محمد عمر توفيق رحمه الله.