همسة في أذن لبيب
عزيزي الرياضي، عزيزي الإعلامي، عزيزي المحلل، عزيزي الحكم: همسة محب في أذن لبيب، واللبيب بالإشارة يفهمُ؛ كما يقال في الأمثال ..
انتبه، وكن منصفاً لتكسب أغلى وأهم ضلع في مثلث الإعلام ( مادة . مذيع . جمهور ). فمن خبرة سنوات طويلة مرت بنا – سمعناها وشاهدناها وعشناها- لاحظت أن المعادلة من فترة لفترة تتغير، ولا توجد هناك ثوابت في هذه المعادلة، ولا ديمومة، وماهو مرفوض اليوم ممكن أن يكون مقبولاً في الغد، والعكس صحيح .. والموضوع برمته أشبه بما يحصل أثناء المد والجزر على شواطئ البحار، فكل مد حتماً يعقبه جزر. والكارثة الكبرى، عندما يحصل هذا الجزر وتتراجع المياه للخلف ويظهر كل ماكانت تغطيه هذه المياه من غثً وسمين ومواقف وآراء،
فينكشف كل مستور. ساعتها تأكد أن التاريخ لن يرحمك أبداً .. وحينها لن يبقى لكل إعلامي أو محلل أو ناقد أو حكم إلا تاريخه وإرثه، وماسطره وتركه وراءه؛ سواء بقلمه أو بلسانه أو بمواقفه في كل ماطرحه من إرث، وكل هذا سيؤرشف في محكمة التاريخ، وفي العقول والقلوب قبل الأوراق والملفات، وعلى ضوء ذلك سوف يقيمك هذا التاريخ وسيقيمك الناس أيضاً على مر هذا التاريخ لسنوات، وحينها ستكون أنت وحدك المسئول الأول والأخير عن موقعك الفعلي بين هذا الجمهور العظيم، ليس في الاستديوهات المغلقة أو خلف المكاتب الفاخرة، وإنما أنت المسئول عن موقعك الفعلي في قلب الحدث .. هل تعلم أين يكون قلب الحدث ؟؟؟ وأنت تقف منتظراً في إشارة المرور، وأنت تقف في صالة انتظار المطار، وأنت تقف مع أبنائك في حديقة عامة.
وأخطر هذه الأماكن وأهمها، وأنت تقف أمام نفسك، وتنظر لها في المرآة، بعد أن ذهبت هالتك وترجلت من على صهوة جوادك ومنبرك .. حينها ستعلم جيداً، هل أنت صاحب إرث نزيه ومنطقي ومحايد ومحترم. إرث يستحق أن يشار له بالبنان، ويتفق معك فيه كل منصف؛ حتى وإن كان مختلفا معك .. أم أنك صاحب إرث هزيل تجد فيه نفسك بجوار تاريخ مليء بالمجاملات والمحسوبيات لأشخاص تغير موقع أصحابها فانحسر مدهم الداعم لجزر غابت شمسه للأبد لتجد كل ماطرحته من تناقضات ومفارقات ولوغاريتمات لا تمت للحق، ولا للواقعية ولا المنطقية بأي صلة.
فهل أنت لبيب !!! ..
فكر ملياً من الآن، وكن لبيبًا وتذكر أن وطنك وشعاره وألوانه، أهم بكثير من أي لون آخر لأي فريق مهما كان حجمه وموقعه. فكن علامة فارقة في مسيرة مشرفة لوطن، يستحق منا كل الحب والوفاء والإخلاص. كل في مجاله …
وأخيراً ..
إن الدعم السخي وغير المسبوق من قيادتنا الرشيدة، ابتداءً من مقام القياده العلياء، وأمير الشباب ومحبوبهم، سمو سيدي محمد بن سلمان – حفظه الله- ومن رئيس هيئة الرياضه معالي تركي آل الشيخ؛ رغبة منهم في إعادة هذا البلد لمكانته الطبيعية في كل المجالات والميادين الرياضية، يجعل الجميع منا مسئولا، وكما أن هناك لنا محبين صادقين، أـيضاً هناك لنا متابعون حاقدون متربصون، ولايليق أن تكون أنت نجم برامجهم الأول؛ بسبب ما كنت تقوله في وسائل الإعلام بكل أنواعه وأشكاله وصوره .
التصنيف: