همسات رمضانية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عدنان بن عبدالله صالح فقيها ٭[/COLOR][/ALIGN]
٭اليوم بداية شهر رمضان الكريم شهر العبادة والصلاة شهر البحث عن الخير وشغل الوقت بالتوجه إلى الله العلي القدير بطلب الأجر والثواب والمغفرة، شهر القيام ورفع الأكف بأن يعز الله الاسلام ويحمي المسلمين وينصرهم على أعدائهم ويثبتهم على التمسك بالعقيدة والفضيلة والدعاء إلى الله أن يحمي أبناءنا مما يحاك لهم من مؤامرات من أعداء الاسلام للقضاء على هذه الثمار اليانعة لينخر فيها السوس فتضمحل وتفسد وتهلك ..وخاصة في هذا العام الذي دخل رمضان في اجازة الصيف مما يتيح الفرصة للجميع لاستثمار كل الوقت في العبادة وقراءة القرآن واغتنام هذه الفرصة في كسب رضا الله ليرحمنا برحمته ويسبل علينا عفوه وغفرانه ورزقه ويبعد عنا كل من يروم الاساءة لنا أو للاسلام، وخاصة القنوات الفضائية وبرامجها الرمضانية الماجنة الداعية للبغي والفسق والانحلال فلا وازع ولا ضمير ولا انسانية اللهم دمر كل من يريد إلحاق الضرر بالاسلام ويكيد ويدبر لذلك واجعل تدبيره في تدميره يا رب العالمين .
المتواجد في أي مركز للتسوق المنتشرة والحمدلله في كل مكان ويرى كميات البضائع من كل لون وشكل يتوجه بالحمد والشكر إلى الله القدير على النعمة التي نعيشها في المملكة العربية السعودية حتى لو أن الأسعار قد وصلت إلى حد غير منطقي ولا مقبول ..وخلال التجول في هذه المراكز تشاهد الأسر وقد أخذت تدفع أمامها عربات التسوق وقد امتلأت بكل الأصناف من الأطعمة والعصيرات والمعجنات والفواكه وبحد أدنى عربتان لكل أسرة ..وقد يتساءل أحد الوافدين لأول مرة عطفاً على هذا المنظر ..هل هذه الأسر لا تأكل إلا في رمضان؟ !!أو هل البلد مقبلة على مجاعة وهم يقومون بتخزين الطعام؟ وأسئلة عديدة مستغربة ومتعجبة ..ولكن لنوضح له أن هذه هي طبيعة الشعب السعودي ليس في شهر رمضان ولكن خلال شهور العام فالكل يشتري ما يحتاجه وما لا يحتاجه وليكن من باب الكرم أو التبذير أو الانصياع وراء شهوات النفس وعدم القدرة على كبح جماحها وهواها وبالذات في شهر رمضان الكريم فالكل منشغل بالطعام وما يقدم على السفرة الرمضانية
التي لا يأكل ربع ما عليها .
يجب علينا جميعا أن نتعلم كيف نروض أنفسنا بالتفكير بما هو أهم من الأكل والشرب الزائد عن حاجتنا وشغل وقتنا وأفكارنا بالعبادة وحب الخير والتأكد أنه يوجد من يعيشون معنا لا يجدون حتى التمر والماء ليسدوا به جوعهم فلا نشتري مالا نحتاجه ولنبحث عمن هم في حاجته لمنحهم اياه طلباً للأجر والثواب من الله ولنتذكر إخوة لنا يعيشون في ظروف صعبة او لنحافظ على ما في أيدينا للأيام القادمة فالمستقبل علمه عند الله وحده فالتبذير لا يليق بالمسلم وليس من صفاته .
التواضع هذه الصفة الإنسانية الجميلة التي يحبها الجميع لأنفسهم ويحبون وجودها في صفات من أمامهم يتودد لهم ويشعرهم بوجوده لخدمتهم لا يتذمر ولا يشتكي من كثرتهم ولا تعدد طلباتهم وهذا المنظر والحمدلله يتكرر كثيرا في العديد من الادارات والمصالح الحكومية ما عدا بعض الموظفين والذين يعدون على الأصابع فتجد من أمامهم سكوتا خوفا من استفزازهم بكلمة فتتعطل مصالحهم فيتحملون حتى لو تهجم عليهم بالقول أو الفعل .
والبعض لا يجيب على الاستفسارات مهما يحدث بل يرمق من يسأل بنظرات كأنها الشرر تجعله يحاول الاختباء أمام المراجع الواقف أمامه فيسمع من حوله صوت ابتلاع ريقه !!ولقد رأيت منظراً في مكتب العمل في مكة المكرمة لأحد الموظفين الشباب والذي امتلأت أمامه ملفات المراجعين وبرغم انشغاله قام لمساعدة أحد كبار السن واصطحبه إلى موظف في جهة أخرى حتى طمأنه على معاملته ..\” اللهم أكثر من أمثاله \” ..وقد عاد لمزاولة عمله وأعتقد أنه مقتنع بما قام به وأن مساعدة المراجعين من صميم عمله جزاه الله كل خير .
٭مشهد آخر ..مستشفى حراء هو من المستشفيات الكبيرة والمحترمة في مكة المكرمة وبقدر ما ترى من مظاهر الاهتمام بالديكورات والنظافة والعناية بالأقسام المختلفة والذي يدل على الاهتمام البالغ من ادارة المستشفى والقائمين عليه لكسب رضى الله أولاً ورضى ولاة الأمر والمراجعين من المرضى والزوار ولكن كما يقول المثل الزين ما يكمل وقد تظهر بعض التصرفات من بعض العاملين تنبئ عن استهتار وتهاون بالمراجعين والزوار للمرضى مثل بعض من الموجودين للسماح بدخول الزوار ولهم العذر بالتمسك بالتعليمات والأنظمة ..ولكن يمكن مساعدة البعض والذين تواجدوا في المستشفى وقد قدموا من مناطق بعيدة من المملكة وجاءوا فقط للزيارة والعودة السريعة ولكن لم يسمح لهم وقد يكون هذا مقبولا بعض الشيء أما غير المقبول فهو عدم الاحترام من العاملين واستفزازهم والاستهزاء بكلامهم ..إنّهذا المكان لا بد من حسن اختيار من يقف فيه لأنه سيتعامل مع كل المراجعين ولا بد أن يكون على درجة عالية من الثقافة والأخلاق وحسن التعامل حتى لا يهدم ما تبنيه الادارة والجهود الكبيرة لها من أجل ظهور المستشفى في أبهى صورة وأفضل معاملة .
[ALIGN=LEFT]ص . ب ٩٧٠٨ مكة المكرمة
[email protected][/ALIGN]
التصنيف:
