هل يوحد الفلسطينيون صفوفهم؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] فهد بن محمد علي الغزاوي[/COLOR][/ALIGN]
لم تعد القضية الفلسطينية هي قضية قطاع أو جزء أو مساحة من الأرض تخص قوما دون آخرين.. لقد أصبحت القضية الفلسطينية هي قضية أمة اسلامية عربية خاصة بعد العولمة. لقد وقفنا نحن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على ما يحدث في أرض الكرامة والعزة والنصر أرض غزة بني هاشم. شاهدنا المآسي وحمامات الدماء وكأننا نعيش بينهم مأساتهم وفقرهم وجوعهم وحصارهم ومأتمهم. بكينا وتفطرت قلوبنا ألماً لما يحدث لإخواننا وأهلنا في غزة.لم تضق الشاشة الفضية أمامنا بما يحدث على أطفالنا ونسائنا وشيوخنا. أصبحنا اليوم عنصراً مهمّاً وجزءاً من المواطن الفلسطيني لا فرق في وطنيته ووطنيتنا لهذه الأرض المقدسة. الكل اليوم ومع الحدث المأساوي يريد أن يكون غزاويّاً أن يقدم نفسه ويستشهد مع أهله في غزة بني هاشم. فنحن اليوم معهم بأرواحنا وأجسامنا وأولادنا.الكل منا اليوم عضو مهم في المجلس التشريعي الفلسطيني له الحق أن يشارك وينتقد ويدافع عن هذه القضية المأساوية فلم يعد لدينا الحلم والانتظار تجاه ما يجري على أرض النبوة في فلسطين الأبية. إن ما نقدمه لفلسطين من اعانات أو دعم مادي ومعنوي لا يكفينا لأن قطرة دم الفلسطيني غالية وتدعونا للمشاركة وبذل الروح والدم أمام هذه القضية الاسلامية العادلة في سبيل غزة وأهلها بقصد استعادة كرامتنا وحقوقنا المسلوبة. هؤلاء الصقور الأحرار الأبرياء الذين سقطوا بدمائهم على أرض الشهامة والعزة والكرامة هم شهداؤنا وشهداء هذه القضية والأمة الاسلامية؟ إلى متى يستمر هذا النزف البشري دون تدخل أو حتى ملامة للمتسببين في هذا الجرح الإسلامي الدامي.
ألم يكن الأجدر الاتحاد والتضامن لمواجهة هذا العدو المستبد الغاشم؟ إنني لا أقول بيضة ولا تلاطم حجر، كما يقول القول البائس. ولكن أقول في الاتحاد قوة ووحدة ونصر مؤزر كما جاء في القرآن الكريم. إن ما حدث ويحدث على أرض غزة من مجازر لا يمكن أن تُغفر لمن كان السبب في اشعالها.
إننا كمسلمين ضقنا ذرعاً بما يحدث أمامنا من انتهاكات لكرامة الإنسان واستخفافاً بحقوقه واهدار دماء المسلمين الأبرياء ليس بالأمر السهل على الأمة العربية والاسلامية أن تُشاهد هذه المناظر ولا تتحرك معها.نحن كمسلمين نتمنى من الفلسطينيين عموماً ضرورة نبذ الخلافات والمتاجرة بالقضية والالتفاف حول قيادتهم حتى نستطيع أن نحقق قول الله عز وجل: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة). فهل بالإمكان تلافي الخلاف والالتفاف حول قيادة واحدة وهدف واحد حتى نستطيع معها أن نوحد جهودنا وقوتنا في مناصرتنا قضيتنا الأولى الاسلامية العادلة.
وما دمنا كلنا فلسطينيين فهل يحق لنا أن نقول بكل جرأة ومصداقية للمخطئ أخطأت وللمصيب أصبت. فلا نصر ولا تأييد إلا بالالتفاف حول قيادة واحدة وهدف واحد حتى نتخطى هذه العقبات التي أدت إلى انقسام الأمة وبالتالي فقدت القضية تأييدها للكثير من الآراء الصائبة.
التصنيف: