هل يعتذر الرئيس؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]السيد القاضي[/COLOR][/ALIGN]
لطالما كان الرئيس الأمريكي في السابق لا ينصت إلى صوت العقل والحكمة .. وأخذ على عاتقه سياسة الغطرسة والتباهي بالانتصارات، وتدشين الديموقراطية والحرية لشعوب فقدتها مكرهة . ويعلم الله انها شعارات جوفاء .
وبعد ايام قلائل سيرحل الرئيس ليترك غيره يدير دفة البلاد والتي نأمل ألا تكون مثل سلفه والذي كانت سياسته خبط عشواء جرّت على أمته ويلات الحروب والدمار وانهيار الأموال .. أما كان يكفيه غضب الطبيعة . إن فرعون \” استخف قومه فأطاعوه \” وأسأل هل سيحظى الرئيس بنصيب من الشجاعة فيعتذر لشعبه وللعالم الذي قاسى بسببه ويلات كثيرة .. أم سيعتذر على منزلق افغانستان والعراق .. وهل سيعتذر عن مداعبة السودان وسوريا وإيران لجرها الى المواجهة . وما سببه في الصومال ..
وتقطيع أواصر الدول .. كما حدث في اندونيسيا .. ام سيعتذر عن التحيز الأعمى للدولة العنصرية \” اسرائيل \” وما حل بفلسطين وأهلها .. أم سيعتذر على ما أقامه من معسكرات للتعذيب واهدار آدمية البشر في كثير من الدول سرا عبر الطائرات الخاصة .. أم سيعتذر على ما آلت إليه الأمور من هذا الزلزال بانهياراته المالية والتي هزت العالم أجمع . ولا أدري ماذا اقول فإن اخفاقاته كثيرة يدفع ثمنها الآخرون . وهل سيعتذر الرئيس للثكالى واليتامى الذين لم يستمع لرجائهم ودموعهم من اجل عودة جنوده من أتون حرب لم يكن لها أي مبرر كما في العراق وافغانستان . لقد جرت امريكا الشقاء على العالم بما صدرته من انظمة فاشلة لا ترقى لأدنى درجات الحرية والديمقراطية .
فلطالما كان يراهن ويغامر بسياسته الرعناء والتي لم تنصاع لفكر واع لمنطق الحق .. إن ما كان من برجي التجارة لم تكن الا خديعة ابتلعها العالم في مهدها .. فإن تقارير خبراء تكنولوجيا البناء اجمعت على ان الدمار كان تفجيرا ملغوما . ولا تستطيع الطائرات الوصول الى قواعد البناء في الأسفل .. انه أمر بيت بليل فالليل ادعى للويل، وما كان من كذبة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل بات واضحاً للجميع فكانت الحقيقة أبين من فلق الصبح وافتضح الأمر .. لقد هيأت امريكا وانجلترا الساحة العراقية لفوضى القتل والدمار .. كما هو في افغانستان . لقد كان لضحالة الفكر وعمى القلوب دور كبير . فيما ملئت الدنيا برائحة البارود .. لقد كان الفرعون القديم يذبح الأبناء ويستحيي النساء أما هـذا فإنه لا يستثني من الذبح احدا ..
ويقول الله تعالى : \” إن ربك لبلمرصاد \” ويقول تعالى : \” حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها آتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس \” ٢٤ يونس .
ثم جاءت قاصمة الظهر لتدلي دلوها في هذا المنعطف المشؤوم .. ذلك الاعصار الذي احدث انهيارات مالية هائلة والتي لم تحل بأمريكا منذ ٨٠ عاما لترتجي من غيرها مد يد المساعدة للخروج من تلك الأزمة . \” وما يعلم جنود ربك إلا هو \” فعندما طغى الفرعون القديم ارسل الله اليه من جنوده تسع ايات بينات فكان منها قوله تعالى : \” فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم \” فلم يستطيعوا نوما ولا اكلا ولا شربا . إن سياسة الرأسمالية الأمريكية والتي تعمل بمبدأ الكسب بـ \” الريع \” سياسة حرمها ديننا الحنيف وهي ما تسمى \” على المكشوف \” ورق بورق دون شيء ملموس على حقيقته والذي صدرته لدول كثيرة .. والذي تختلف فيه الرأسمالية اليابانية التي قامت على رأسمالية انتاجية . مما اضحى معه فشل سياسة القطب الواحد وباتت اقطاب اخرى تطل برأسها فهاهي \” اليابان والصين وكوريا الجنوبية والهند \” قد برعوا تكنولوجيا واقتصاديا ومنها ما برع حربيا .. فكم من امبراطوريات ولت الى غير رجعة . فياليتك يا رئيس تجردت من أهوائك واشغلت الفكر وحفزت العقل، لقد كان العالم أحوج الى غير ذلك منك، فالعنف يهدم ولا يبني والرعونة تدمر ولا تعمر والتهور يفسد ولا يصلح .
التصنيف: