هل يبيح القانون الدولي أسلوب القرصنة الجوية ؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. محيي الدين تيتاوي[/COLOR][/ALIGN]

رددت الدوائر الغربية ووسائل إعلامها أحاديث حول تصريحات قال بها لويس مورينو أوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وتصريحات أخرى صدرت من دوائر فرنسية بأن البشير إذا خرج من السودان للمشاركة في القمة العربية في الدوحة أو قمة الدول الكاريبية بعد ذلك فإن هناك إمكانية لإلقاء القبض عليه حتى ولو عن طريق القرصنة الجوية بملاحقة طائرته في الأجواء..وهذا التصريح الذي بدر سواء من المدعي العام أو فرنسا أو من أي جهة هو تصريح خطير لا يخيف البشير ولا طاقم طائرته ولا أعضاء حكومته ولا حتى الجماهير السودانية والإفريقية والعربية الحرة التي أكدت من خلال وقفتها العظيمة معه وتعبيراتها المؤيدة له والتي أجمعت عليه كما لم تجمع على زعيم وطني صادق وصامد وقوي مثله من قبل, فالبشير سافر إلى دارفور ووقف وسط الجماهير الحاشدة من تلك القبائل التي ادعى المدعي ومن يقف وراءه بأنها انتهكت أعراضها وحقوقها وأبيدت وجرى عليها ما جرى كما جاء في صحيفة الادعاء وقرار المحكمة المتجنية عليه وعلينا وعلى شعوب وقيادات العالم الثالث في تجاوز فاضح للقوانين والأعراف وأصول التعامل مع الدول والرؤساء.
إن الشعب السوداني وبوعيه السياسي المتقدم عرف وبصورة فورية ومباشرة أهداف هذه الادعاءات والحملة التشويهية الضخمة التي وجهت إليه وإلى كرامته وعزته متمثلة في الرئيس عمر البشير ذلك الرجل الذي يحمل في فهمه وسلوكه وتصرفاته سمات وصفات الصحابة الأبرار مما جعل الشعب يحبه ويقف من ورائه مؤيداً ومؤكداً له أنه في مكان القلب, وأنه يلتف حوله ويسير معه ويؤازره ويعطيه الضوء الأخضر لقيادة البلاد لأنه أخرجها من التخلف إلى مصاف الدول المتقدمة ولأنه حقق للشعب ولبلاده الكثير من الإنجازات التي من شأنها أن تحقق الكفاية والاستقرار ولأنه حقق أكبر عملية سلام في عصرنا هذا وأوقف نزيف الدم والحرب الأهلية التي استمرت لنصف قرن كامل كان وقودها أبناء الشعب السوداني الذي عانى أو ذاق الأمرين طوال فترة الاستقلال حتى أن البعض منهم صار يتمنى عودة الاستعمار البريطاني البغيض وهو ما تم التخطيط له من قبل القوى الاستعمارية للعودة مرة أخرى بعد أن تنهكنا الحروب والتخلف والمرض والجوع.
وإذا كان هذا هو موقف الشعب السوداني بكل فئاته وقطاعاته وأحزابه من قرار المحكمة فكيف يرى الذين أطلقوا التهديدات باعتراض طائرة البشير أو القبض عليه من أي دولة وأخذه إليى لاهاي كيف يرى هؤلاء ما سيكون عليه موقف هذا الشعب من هذه الدول ورموزها ومن المؤسسات التي تتبع لها أو لما يسمى بالمجتمع الدولي وكيف يرى من يمثلون هذه الدول التي تسعى للقبض على رئيس الدولة التي تستضيفهم؟.. ألا يعني هذا السلوك الذي يسعون لدخول أبوابه فتحاً لجميع أبواب( الجحيم ) كما يقولون عليهم وعلى العالم أجمع ألا يعني ذلك استباحة السيادة الوطنية واستباحة الحصانة الدولية وخلق نوع خطير من الفوضى المقننة لتمارس ضد الآخرين؟.. في تقديري أن مدعي المحكمة الجنائية (المحرض) ليس هو الخصم المحترم الذي ينبغي أن نتعامل معه كشعوب حرة في ظل قانون دولي ينبغي على الجميع احترامه والعمل بموجبه فهو إنسان محرض والعالم كله يعلم من هو أوكامبو هذا.. إنه قزم يمثل الدور الذي فصل له من قبل القوى الصهيونية الاستعمارية التي صممت قضية دارفور وطبقته على أرض الواقع واستقى كل ما قيل له أن يقوم به عن طريق المنظمات الاستخبارية التي دخلت السودان في لحظات بعينها لتحقيق الهدف النهائي الرامي إلى تفتيت وحدة السودان والإساءة لهذا الشعب المؤمن ولجيشه المعروف والمشهود له عبر التاريخ الطويل ولأخلاقياته العالية..وهو الذي حارب لخمسين عاماً في أحراش الجنوب حتى تحقق السلام ولم يتهمه أحد بصفات الإبادة أو الجرائم ضد الإنسانية أو انتهاك الأعراض بالرغم من توفر كافة الأسباب التي كانت تدعو لذلك..ولكن جيشنا هو شعبنا وقائدنا من صلب هذا الشعب المعلم ولا ولن يقبل فرد واحد بأن تلقى عليه الاتهامات هكذا بل إن مجرد ترديد تلك الاتهامات فيه إساءة بالغة لشعب كالشعب السوداني..ولذا فإننا ندعو هؤلاء الصهاينة والاستعماريين أن يراجعوا أنفسهم وأن يتوقفوا عن هذا الذي يرددنه ويصدقونه ويرتكبون حماقات على ضوئه لأن عواقب مثل ذلك ستكون وخيمة عليهم.
الشرق القطرية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *